ताज मंजूर
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
शैलियों
وضد التفويض الطمع، وهو في غير الله لا يجوز فإنه فقير حاضر، وقيل هلاك الدين أو فساده الطمع وملاكه الورع. ويكفي في القضاء وورود أنواعه الرضى به، لأن من لم يرض به كان مهموما، مشغول القلب عن العبادة، فليس للعبد إلا قلب واحد، فإذا ملأه بهم الدنيا لم يبق فيه موضع للذكر؛ ولقد صدق من قال: ((إن حسرة الأمور الماضية، وتدبير الآتية، تذهب ببركة الساعات))، ولا يؤمن على من لم يرض بالقضاء من سخط المولى؛ ويكفي في المصائب والشدائد(76) الصبر، فإنه الموصل إلى العبادة وحصول المقصود، فإن أساسها بني على الصبر واحتمال المشقة فإن النفس لا تنقاد إلى العبادة إلا بقمع الهوى ومخالفتها وذلك من أشد الأمور على الإنسان، فطالب الآخرة أشد بلاء ومحنة.
ويروى: ((أشد بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الشهداء ثم الأمثل فالأمثل))، فالنجاة والخير في الصبر، والقضاء نافذ لا محالة، ولا يصرفه الهم ولا السخط، فإن من لم يصبر على المصيبة وقع فيها، ففي تركه مصيبتان: فوات الشيء، وفوات الأجر، وحلول المكروه.
وقيل: حرمان الصبر أشد من المصيبة.
وروي: إن من أصيب وقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وعوض لي ما هو خير منها»، عوض له ما هو خير منه؛ قالتها أم سلمة عند موت زوجها أبي سلمة فعوضت خير(77) الأولين والآخرين.
पृष्ठ 148