اصطفت الأسرة أسفل مصباح الغاز الصفراوي، وانبعثت رائحة المرض الكريهة من الملاءات التي يتلوى فوقها المرضى بلا هوادة، وثمة وجوه سمينة، وهزيلة، وصفراء، وبيضاء، وها هي. كان شعر سوزي الأصفر في لفافة فضفاضة حول وجهها الأبيض الصغير، الذي بدا ذابلا ومنكمشا. فك لفافة الورود ووضعها على منضدة السرير الجانبية. كان النظر من النافذة كالنظر إلى الأسفل في الماء. كانت الأشجار في الساحة متشابكة كبيوت العنكبوت الزرقاء. كانت مصابيح المربعات السكنية المميزة يتقدم نورها في الجادة باللون الأرجواني الضارب إلى القرميدي ذي لمعة خضراء، وكانت أبراج المداخن وخزانات المياه تشق بحدة سماء متوردة كاللحم. رفع الجفنان الزرقاوان عن عينيها. «أهذا أنت يا إد؟ ... عجبا يا إد، إنها ورود جاك. يا لإسرافك.» «لم أستطع مقاومتها يا عزيزتي. فأنا أعلم أنك تحبينها.»
كانت إحدى الممرضات تمشي بالقرب من طرف السرير. «ألا يمكنك أن تسمحي لنا برؤية الطفلة يا آنسة؟»
أومأت الممرضة. كانت امرأة باهتة الوجه ذات فك هزيل وشفتين مطبقتين.
همست سوزي قائلة: «إنني أكرهها. فهي تثير عصبيتي كما تفعل النساء؛ إنها لا تعدو كونها خادمة عجوزا خسيسة.» «لا تهتمي لأمرها يا عزيزتي؛ فما هو سوى يوم أو يومين ...» أغلقت سوزي عينيها. «أما زلت تريد أن تسميها إلين؟»
ذهبت الممرضة وعادت بسلة ووضعتها على السرير بجوار سوزي.
قال إد: «أوه، أليست رائعة! انظري، إنها تتنفس ... وقد رطبوا جسمها بالزيت.» ساعد بذراعيه زوجته في رفع نفسها على السرير؛ فانفكت اللفافة الصفراء فوق شعرها، وسقطت على يده وذراعه. «كيف يمكنك تمييز الأطفال أيتها الممرضة؟»
قالت الممرضة، وهي تمد فمها في ابتسامة: «أحيانا لا يمكننا ذلك.» كانت سوزي تنظر بارتياب إلى ذلك الوجه الأرجواني الدقيق القسمات. «هل أنت متأكدة من أن هذه طفلتي.» «بالطبع.» «ولكنكم لم تضعوا أي بطاقة تعريف لها.» «سأضع لها بطاقة في الحال.» «لكن طفلتي كانت سمراء.» أسندت سوزي ظهرها على الوسادة، لاهثة لالتقاط أنفاسها. «إن لديها قليلا من الزغب الفاتح الجميل في لون شعرك تماما.»
مدت سوزي ذراعيها أمام رأسها، وصرخت قائلة: «إنها ليست طفلتي. ليست طفلتي. خذيها بعيدا ... تلك المرأة سرقت طفلتي.» «عزيزتي، أرجوك! عزيزتي، أرجوك!» وحاول تدثيرها بالأغطية.
قالت الممرضة بهدوء وهي ترفع السلة: «إن حالتها سيئة للغاية. سأضطر إلى إعطائها مهدئا.»
جلست سوزي متصلبة في السرير. صاحت ودخلت في نوبات هستيرية، مطلقة صراخا مستمرا ذا أنين خائر القوى: «خذيها بعيدا.»
अज्ञात पृष्ठ