انتزع إميل يده. «أنا في عجلة من أمري فحسب.» «ما رأيك إن ذهبت وأخبرتها كيف تآمرت أنا وأنت لنقف أمام النافذة في الجادة الثامنة نتعانق ونتبادل القبلات كي نجعلها تقع في حبك؟» «تلك كانت فكرة كونغو.» «حسنا، ألم تنجح؟» «بالطبع.» «إذن، ألا تدين لي بشيء؟» «إنك فتاة لطيفة للغاية يا ماي. ليلة إجازتي في الأسبوع القادم يوم الأربعاء ... سآتي وآخذك لمشاهدة أحد العروض ... كيف حال العمل؟» «أسوأ من الجحيم ... أحاول أن أعمل راقصة في نادي كامبس ... فهناك يمكن الالتقاء برجال معهم الأموال ... كفاني من هؤلاء الصبية البحارة والقساة من العاملين في الشاطئ ... إنني أسعى لأن أكون محترمة.» «هل عرفت يا ماي أخبارا عن كونغو؟» «وصلتني بطاقة بريدية من مكان لعين لم أتمكن من قراءة اسمه ... أليس من المضحك أن تكتب طلبا للمال بينما كل ما يصلك من رد هو بطاقة بريدية ... إنه ذلك الفتى الوحيد الذي يحصل علي في أي ليلة يريد ... أتعلم ذلك يا صاحب ساقي الضفدع؟» «وداعا يا ماي.» دفع فجأة القلنسوة القشية المشذبة بزهور أذن الفأر إلى الوراء على رأسها وقبلها.
أنت دافعة تجعيدة شعر صفراء للخلف أسفل قبعتها، قائلة: «كف عن هذا يا صاحب ساقي الضفدع ... الجادة الثامنة ليست مكانا يصلح أن تقبل فيه فتاة. كان بإمكاني أن أبلغ عنك الشرطة، وقد فكرت في الأمر بالفعل.»
غادر إميل.
مرت به سيارة إطفاء، وعربة ذات خرطوم، وشاحنة ذات خطاف وسلم، مهشمات للشارع بدو مجلجل. يتصاعد الدخان من على بعد ثلاثة مربعات سكنية، ويهب لهيب من حين لآخر من سقف أحد المنازل. كان هناك حشد عالق أمام صفوف رجال الشرطة. خلف الظهور وسلاسل القبعات، لمح إميل رجال الإطفاء على سقف المنزل المجاور، وكان ثلاثة منهم يرشون في صمت تيارات من المياه غامرين بها النوافذ العلوية. لا بد أن الحريق أمام البقالة مباشرة. كان يشق طريقه عبر الحشد فوق الرصيف عندما انفرج الطريق وسطهم فجأة. كان هناك رجلان من الشرطة يسحبان زنجيا طقطقت ذراعاه للأمام والخلف ككابلات مكسورة. أتى شرطي ثالث من الخلف يصفع الزنجي أولا على أحد جانبيه في رأسه، ثم على الجانب الآخر في بطنه. «إن من أشعل الحريق زنجي.» «لقد ألقوا القبض على المهووس بإشعال الحرائق.» «إنه من أشعل النار.» «يا إلهي، إنه زنجي حقير الشكل.»
انضم الحشد غالقين الفرجة بينهم. كان إميل واقفا بجوار مدام ريجو أمام باب متجرها.
بالفرنسية: «يجعلني هذا أرتعب يا حبيبي ... إنني أخاف بشدة من الحريق.»
كان إميل يقف خلفها قليلا. تسلل بإحدى ذراعيه ببطء حول خصرها وربت على ذراعها بيده الأخرى، قائلا: «كل شيء على ما يرام. انظري، لم يعد هناك حريق، لم يعد هناك سوى الدخان ... ولكنك تتمتعين بتأمين، أليس كذلك؟» «أوه، أجل، مقابل 15 ألفا.» اعتصر يدها ثم سحب ذراعيه. بالفرنسية: «تعالي يا صغيرتي لندخل.»
بمجرد دخولهما إلى المتجر، أمسك بكلتا يديها السمينتين. «متى سنتزوج يا إيرنيستين؟» «الشهر القادم.» «لا يمكنني الانتظار كل ذلك الوقت، هذا مستحيل ... لم لا نتزوج الأربعاء القادم. ومن ثم يمكنني مساعدتك في جرد المخزون ... أعتقد أننا قد نستطيع بيع هذا المكان والذهاب شمالا لجني المزيد من المال.»
ربتت على وجنته. قالت بالفرنسية بابتسامة داخلية جوفاء هزت كتفيها وثدييها الكبيرين: «إنك طموح بعض الشيء.» •••
كان عليهما أن يستقلا وسيلة نقل أخرى في محطة تحويل مانهاتن. كان إبهام قفاز إلين الجديد قد انشق وظلت تفركه بسبابتها. كان جون يرتدي معطف مطر ذا حزام وقبعة من اللباد رمادية بمسحة وردية. عندما استدار إليها وابتسم، لم تستطع منع نفسها من إبعاد ناظريها عنه والتحديق في الأمطار التي دامت طويلا تتساقط متلألئة فوق المسارات. «ها نحن يا عزيزتي إلين. أوه يا ابنة الأمير، ترين أننا سنأخذ القطار الذي يأتي من محطة بنسلفانيا ... من المضحك هذا الانتظار في براري نيوجيرسي بهذه الطريقة.» ركبا في الحافلة الردهية. أصدر جون صوت قوقأة خفيفا في فمه عندما أحدثت قطرات المطر أشكالا أشبه بعملات الدايم المعدنية الداكنة على قبعته الباهتة. «حسنا، نحن في طريقنا يا فتاتي الصغيرة ... ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة، عيناك كعيني يمامتين.»
अज्ञात पृष्ठ