ورميت عينيه المحملقتين بنظرة متحدية، وقلت بهوس: لقد أضعت أيامي في صحبة العقلاء، سألهو بالأشياء العميقة، سأنصب شراعي في مهب العاصفة، سأسحق مقتنياتي، وأقذف بها للرياح، سأعرض عن العقلاء الشرفاء، وليجرفني الدوار، فليكونوا سعداء نافعين، ولأكن مجنونا مخربا، وليتقبلني الشيطان، وتسألني عن القواعد والتقاليد فأقول لك: إنه لن يعرقلني شيء، سأقبض على الأدوات وأدمر كل شيء.
ومضيت بعزم نحو الفتاة العارية، وأسدلت الستار ورائي.
الحاوي خطف الطبق
قالت لي أمي: آن لك أن تكون نافعا.
ودست يدها في جيبها وهي تقول: خذ هذا القرش واذهب لتشتري الفول، لا تلعب في الطريق، وابتعد عن العربات.
تناولت الطبق ولبست قبقابي، وذهبت وأنا أترنم بأغنية. وجدت زحاما أمام بياع الفول؛ فانتظرت حتى عثرت على منفذ إلى الطاولة الرخامية، وهتفت بصوتي الرفيع: بقرش فول يا عم.
سألني بعجلة: فول خالص، بزيت، بسمن؟
لم أجد جوابا، فقال لي بخشونة: وسع لغيرك.
تراجعت مسحوبا بخجلي وعدت إلى البيت خائبا، فصاحت بي أمي: راجع بالطبق فارغا، دلقت الفول أم ضيعت القرش يا شقي؟
فتساءلت محتجا: فول خالص، بزيت، بسمن، لم تخبريني! - يا خيبة، ماذا تأكل كل صباح؟! - لا أعرف! - خيبة .. خيبة، قل له فول بزيت!
अज्ञात पृष्ठ