283

तहरीर तहबीर

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

अन्वेषक

الدكتور حفني محمد شرف

प्रकाशक

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

प्रकाशक स्थान

لجنة إحياء التراث الإسلامي

والمستعمل موزورات، لأنه من الوزر غير مهموز فلفظ به النبي ﷺ مهموزًا لمكان المناسبة اللفظية التامة، وهذا من الفصاحة العجيبة.
وأما ما جاء من السنة من أمثلة المناسبة الناقصة، فكقوله ﷺ: " إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا الموطئون أكنافًا " فناسب ﷺ بين أخلاق وأكناف مناسبة اتزان دون تقفية. ومما جمع بين المناسبتين قوله ﵇ في بعض دعائه: " اللهم إني أسألك رحمة تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وترد بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء؛ اللهم إني أسألك الفوز في القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء " فناسب ﷺ بين قلبي وأمري، وغائبي وشاهدي، مناسبة غير تامة بالزنة دون التقفية، ثم ناسب بين القضاء والشهداء والسعداء والأعداء مناسبة تامة بالزنة والتقفية، ومن أمثلة المناسبتين الناقصة والتامة الشعرية قول أبي تمام طويل:
مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل

1 / 368