134

तहरीर तहबीर

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

अन्वेषक

الدكتور حفني محمد شرف

प्रकाशक

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

प्रकाशक स्थान

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ربها من الشمال لأنها بها يأخذ، وبها يعطي، وبها يبطش، وهي مكرمة عنده، قد أهلت لطعامه وشرابه واستغفاره وأذكاره، والشمال مؤهلة لاستنجائه، واستنثاره، والمهنة الدنية، واسم اليمين مشتق من اليمن، وهو البركة، واسم الشمال مشتق من الشؤم، وهو ضد البركة، ولهذا حض الشارع ﷺ على التيامن، فقال لأنس لما أراد سقي أبكر بعد النبي ﷺ وهو على شمال رسول الله ﷺ، وعلى يمينه أعرابي: اسق الأعرابي الأيمن فالأيمن. وقالت عائشة ﵂، كان رسول الله ﷺ يحب التيامن حتى في وضوئه وانتقاله، وقال عمرو بن كلثوم وافر: صددت الكأس عنا أم عمرو ... وكان الكأس مجراها اليمينا وقال الله تعالى: " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود " وقال بعد ذلك: " وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم " فكأن هذا الشاعر قال لممدوحه: ألم أكن مكرمًا عندك فلا تجعلني مهانًا وكنت منك في المكان الشريف، فلا تتركني في المنزل الوضيع، وما سمعت في هذا الباب كقول شاعر الحماسة كامل: وإذا الرياح مع العشي تناوحت ... نبهن حاسدة وهجن غيورا لأنه أراد أن يقول: أبدين خمص بطنها ودقة خصرها ورجاجة ردفها،

1 / 216