وتخريج الأجزاء والفوائد. وله مشاركة قوية في الفقه واللغة العربية والأدب.
وقال الحافظ الذهبي: وهو من أخص تلاميذه. كان إمامًا في الفقه والنحو والأصول، مفتنًا في علوم الحديث ومعرفة الرجال. علاّمة في معرفة المتون والأسانيد فمصنفاته تنبئ عن إمامته في كل فن. وقال في معجمه: معدود في الأذكياء. وله يد طولى في فن الحديث ورجاله.
وقال إبن العماد: جد واجتهد حتى فاق أهل عصره في الحفظ والإتقان.
رحلاته:
لم تذكر الكتب التي ترجمت للمؤلف أنه ارتحل كثيرًا، ولعل ذلك يعود إلى أن المؤلف اكتفى بالسماع من أهل بلده، لأنه عاش في عصر كان معظم العلماء في مدينة دمشق١.
فالرحلة لم تكن ضرورة ملحة إلا إذا كان للحج، وقد قام بها المؤلف مرارًا. أو للتدريس وقد قام بها في القدس، حيث أقام بها مدرسًا بالصلاحية واستقر بها مدة طويلة يدرس ويفتي ويصنف إلى آخر عمره، حيث كانت وفاته في تلك الديار، وذلك في ثالث المحرم عام إحدى وسبعين وستمائة، ودفن بمقبرة باب الرحمة إلى جانب السور. بعد حياة حافلة بالعلم والعمل، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
_________
١ انظر: شذرات الذهب ٦/٤-١٩٠ لتقف على العلماء الأعيان الذي سكنوا دمشق وماتوا فيها، وكان لهم أثر كبير في ازدهار العلوم الإسلامية وتقدمها.
1 / 11