(فصل) ولا بأس بالقراءة عند القبر، وقد روي عن أحمد أنه قال: (إذا دخلتم المقابر فاقرءوا آية الكرسي، وثلاث مرات (قل هو الله أحد)، ثم قل: اللهم إن فضله لأهل المقابر).
وهذا الخبر عزاه السيوطي رحمه الله إلى المحب الطبري، وإلى الغزالي في الإحياء، وفي العاقبة لعبد الحق عن أحمد بن حنبل بلفظ: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين و(قل هو الله أحد) واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم.
قلت: ويؤيده ما حكاه البرهان ابن مفلح في كتابه المبدع عن الإمام أحمد، ونقلناه في الفصل الآتي من النصوص الفقهية في المسألة فانظره.
قال الحافظ السيوطي في نفس المصدر: وفي فوائد الزنجاني عن أبي هريرة مرفوعا: ((من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) و(ألهاكم التكاثر)، ثم قال: اللهم إني قد جعلت ...)) الحديث.
وفي نفس المصدر في فضل (قل هو الله أحد) للسمرقندي عن علي مرفوعا بلفظ: ((وقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشر مرة ...))الحديث، وفي الإتحاف للزبيدي بعد كلام أحمد بن حنبل قال: كذا أورده عبد الحق في كتابه العاقبة عن أبي بكر أحمد بن محمد المروزي وعزاه أيضا إلى النسائي والرافعي في تاريخه، والسمرقندي، وذكر الحديث مرفوعا عن علي.
وقال الخلال: حدثني أبو علي الحسن بن الهيثم البزاز شيخنا الثقة المأمون قال: رأيت أحمد بن حنبل يصلي خلف ضرير يقرأ على القبور.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من دخل المقابر فقرأ (يس) خفف عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات)).
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من زار قبر والديه أو أحدهما فقرأ عنده أو عندهما (يس) غفر له))، ثم قال:
पृष्ठ 38