तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
ويقال لهم: أليست القدرة والحركة كلاهما فعل الله تعالى خلقهما معا وعدما معا، فلا بد من: بلى، فيقال: فلم صارت الحركة بأن تكون كسبا أولى من أن تكون القدرة كسبا بها، إذا قد وجدا معا فلا يمكن أن يبين لأحدهما تأثيرا لا يصح أن يحصل مثله في الآخر، وهذا يوجب كون القدرة كسبا له بالحركة وهذا فاسد.
ويقال لهم: أليس إذا خلق الله تعالى لا يجوز أن لا يصير العبد مكتسبا؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فالله تعالى أدخل العبد في كونه مكتسبا، فهو بمنزلة أن يخلق فيه الحركة فيصير متحركا، ويفعل الأسباب فتحصل مسبباته فيكون اللوم ساقطا عنه متوجها إلى الملجئ.
ويقال لهم: أليس لو أمر بفعل ذلك الفعل لا يحصل إلا بشيء آخر فمتى لم يحصل ذلك الشيء سقط عنه اللوم في أنه لا يفعله في خلافه، فلا بد من: بلى، فيقال: أليس الكسب لا يصح أن يحصل إلا بالخلق؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فإذا لم يحصل الكسب من الخلق بأكثر من انفصال فعل من فعل.
ويقال: أليس لو فعل القديم تعالى في العبد فعلا كان لا يستحق به ذما فما أنكرتم أن لا يستحق ذلك إلا إذا وجب وجود الفعل بقدرته التي خلق فيه؛ لأن الموجب للفعل في غيره بمنزلة من ابتداه وفعله في زوال الذم والمدح عن المفعول فيه، ألا ترى أنه لا فرق بين أن يضرب فيألم وبين أن يبتدي فيه الألم في أن الذم في الحالين عليه.
ويقال لهم: إذا كان مع وجود القدرة فيه لا بد أن يكون مكتسبا فهلا كان بمنزلة المطبوع على الفعل الذي لا يمكنه الإنفكاك عنه، كما لا يحسن أن يأمر من رمي من شاهق بالنزول، وهذا فاسد.
ويقال لهم: أتحتاجون إلى الله في خلق الإيمان؟ فلا بد من: بلى؛ لأنهم إن قالوا لا يحتاجون إليه خرجوا عن دين الإسلام.
पृष्ठ 116