तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
ويقال لهم: من وجب عليه أمر من الأمور فقد علم أن في الأفعال ما يقربه من ذلك، كمن أضاف ضيفا وهو يعلم أنه إن أطعمه طعاما أجابه وإن لم يطعمه ذلك لم يجبه. أليس إن كان حكيما غرضه أجابه المدعو يفعل ذلك وإلا كان ناقضا لغرضه؟ فلا بد من: بلى.
فنقول: ربما يكون ذلك الفعل من فعل المكلف، فلا بد أن يفعله كالإطعام، وربما كان من فعل المكلف فلا بد أن يبين، وإذا بين له أن هذا الطعام هو الذي يحبه، وإن لم يأكل فقد أتي من قبل نفسه.
ويقال لهم: ما تقولون في رجل دعا غيره إلى طعامه وعلم أنه إن أرسل إليه رسولا له قدر عنده يجب وإن لم يرسله لا يجب، هل يجب عليه أن يرسل ذلك الرسول أم لا؟.
فإن قال: لا.
قلنا: فعلم أن غرضه ليس إجابة ذلك المدعو، إذ لو كان ذلك غرضه لأرسل من يعلم أنه يجيبه عند إرساله.
ويقال لهم: ما تقولون، أتحسن البعثة أم لا؟.
فإن قالوا: لا، تقبح لأنه إما أن يأتي بما في المعقول فهو عبث، أو يأتي بخلافه فهو قبيح.
قلنا: ولم، ولعل في العقول مجملات ومجوزات لا يعرف تفصيلها عقلا فيبعث رسولا لينبه على ذلك؛ لأن العقل يجوز أن يكون الألم حسنا إذا كان فيه اعتبار أو نفع على ما قدمنا، ويجوز أن يكون قبيحا إذا عري عن النفع والدفع والاستحقاق، فإذا تقررت هذه الجملة في العقل ولا يعلم تفصيل ذلك وأن يبعث رسولا ينبي أن في ذبح الأنعام اعتبارا ولطفا فتحل، وفي ذبح غيرها مفسدة، وفي أفعال مصلحة فتحسن، وفي أفعال مفسدة فتقبح.
فإن قال: يحسن ولا يجب.
قلنا: إذا كان حسنا فإنما يحسن؛ لأنه لطف للمكلف واللطف يجب بيانه إذا كان من فعل المكلف.
पृष्ठ 166