तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
قلنا: فما معنى الحساب والجزاء؟ وكيف قال: ?بما كنتم تعملون?[الزمر:7 وغيرها]، وقال: ?فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر?[الكهف:29].
ويقال لهم: الجزاء على الأعمال أم لا؟.
فإن قالوا: لا خالفوا النص، وإن قالوا: نعم.
قلنا: فوجب أن يكون العمل لهم ليصح التكليف والجزاء.
وإن قالوا: ما معنى الآية؟.
قلنا: اللام في قوله لجهنم لام العاقبة، ويعني خلقنا جماعة عاقبتهم المصير إلى النار بكفرهم وعصيانهم، يوضحه أن الآية وردت ذما لهم وتهجينا وحجة عليهم، فلا يجوز عليه تعالى أن يجعل حجة عليه وعلى رسوله.
فإن قالوا: من علم أنه لا يؤمن كيف يخلقه للإيمان؟ ولو آمن أليس كان فيه تجهيلا له؟.
قلنا: إذا علم أنه لا يؤمن إذا كلفه فلو لم يكلفه كان جهلا أيضا.
وبعد فإنه علم أنه يختار الكفر، ونحن نقول إنه من علم أنه لا يؤمن لا يؤمن ولو كان قادرا على الإيمان، كما أنه تعالى قادر على ما يعلم أنه لا يكون.
فإن قالوا: كيف يحسن خلق من يعلم أنه يكفر ويدخله النار؟.
قلنا: إذا خلقه ليؤمن ويستحق الثواب حسن، وإن لم يقبل هو وكفر فهو الذي أوقع نفسه في الهلكة فيصير كمن قدم الطعام إلى جائعين أكل أحدهما فعاش ولم يأكل الآخر فمات، أيقال إن المقدم للطعام هو مسيء إلى الميت، بل يقال هو محسن وأنه مسيء إلى نفسه حيث لم يقبل.
وكذلك من كان على شط نهر ورأى رجلين يغرقان فأدلى إليهما حبلا أو سفينة فتعلق به أحدهما فنجا ولم يتعلق الآخر فمات، أليس هو محسن إليهما؟ وأن من لم يركب هو المسيء إلى نفسه؟ كذلك هذا.
पृष्ठ 155