तहकीम अल-उकुल
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
शैलियों
ويقال: أليس من فقد العلم بالشيء أو فقد الآلات معذورا في تركه، كمن لا رجل له يعذر في أن لا يمشي، ومن لا يكون له بصر يعذر في أن لا ينظر، ومن لا يعلم يعذر إذا لم يتمكن منه؟ فلا بد من: بلى؛ لأن عندهم تكليف ذلك لا يصح.
فيقال لهم: أليس تأثير القدرة في الفعل آكد من تأثير العلم والآلة؟ فلا بد من: بلى، وكذلك نجد العقلاء يتفقون أن من لا يقدر على شيء أو قال لا أستطيع كان معذورا؛ ولأن الفعل إنما يتأتى بالقدرة خصوصا عندهم أنها موجبة، فإذا كان مع فقد الآلة معذورا فمع فقد القدرة أولى.
ويقال لهم: أليست القدرة يحتاج إليها ليخرج الفعل من العدم إلى الوجود؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فإذا وجد الفعل فما الحاجة إلى القدرة.
ويقال لهم: الكافر هل يقدر على الإيمان أم لا؟.
فإن قالوا: نعم وافقونا، وإن قالوا: لا.
قلنا: فهو مأمور بما لا يقدر عليه ولا يطيقه وهذا لا يجوز.
ويقال لهم: القدرة على الضدين تتضاد أم لا؟.
فإن قالوا: لا.
قلنا: فوجب أن يجوز اجتماعهما.
وإن قالوا: تتضاد.
قلنا: فالصفة الصادرة عنهما أيضا يجب أن تتضاد، كالعلم، والجهل، والحياة، والموت، والعجز، لما تضادت تضاد كونه عالما جاهلا حيا ميتا قادرا عاجزا.
فإن قالوا: نعم لزمهم أن لا يقدر تعالى على الضدين، وإن قالوا: يقدر نقضوا قولهم.
ويقال لهم: ما تقولون في كائن في الظل انتقل إلى الشمس أهو قادر على الإنتقال أم لا؟.
فإن قالوا: بلى.
قلنا: قادر على أن ينتقل إلى الشمس وهو في الشمس أم هو قادر على أن ينتقل وهو في الظل؟.
فإن قالوا: يقدر وهو في الشمس.
قلنا: فإذا صار في الشمس فما معنى القدرة، وإن قالوا وهو في الظل فذلك قولنا.
पृष्ठ 136