105

مسألة في الهدى والضلال

الهدى في القرآن على وجوه:

أولها: الدلالة والبيان، كقوله تعالى: ?هدى للناس? في صفة القرآن، وكقوله: ?وأما ثمود فهديناهم?[فصلت:17]، ويقال هديته فلم يهتد، أي أرشدته ودللته فلم يهتد.

وثانيها: زياهدة اللطف التي بها يثبت على الهدى، كقوله: ?والذين اهتدوا زادهم هدى?[محمد:17].

والثالث: الحكم بالهداية، كقوله تعالى: ?من يهد الله فهو المهتدي?[الأعراف:178].

والرابع: الثواب وطريق الجنة، كقوله تعالى: ?والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ، سيهديهم ويصلح بالهم?[محمد:4-5]، فالأول عام في جميع المكلفين، والثاني والثالث والرابع خاص في المؤمنين.

فأما الضلال فيستعمل على وجوه:

منها: الإضلال عن الدين، كقوله تعالى: ?وأضلهم السامري?[طه:85]، ?وأضل فرعون قومه وما هدى?[طه:79]، ومنه ?رب إنهن أضللن كثيرا من الناس?[إبراهيم:36].

ومنها: الحكم بالضلال، كقوله: ?ويضل الله الظالمين?[إبراهيم:27]، و?يضل من يشاء?[الرعد:27].

ومنها: وجدانه ضالا كقول عمرو بن معدي كرب: قابلناهم فما أجبناهم.

ومنها: الضلال عن الثواب.

ومنها: الهلاك، كقوله: ?إن المجرمين في ضلال وسعر?[القمر:47].

والذي لا يجوز على الله تعالى ويختص بالكلام فيه الإضلال عن الدين.

وعند المجبرة: يجوز أن يضل فأما عن سائر المعاني فيجوز، فيتأول آيات الهدى والضلال على ذلك فإن الكلام فيه يطول.

ويقال لهم: أليس أمر الله تعالى بالدين؟ فلا بد من: بلى، فيقال: كيف يضل عن شيء أمر به.

पृष्ठ 129