256

तहज़ीब रियासा

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

अन्वेषक

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

प्रकाशक

مكتبة المنار

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशक स्थान

الأردن الزرقاء

أطول باعا وَلَا أندى رَاحَة مِنْهُ قَالَ فَمَا الَّذِي قصدته بِهِ قلت شعر طيب يلذ على الأفواة وتقتفيه الروَاة ويحلو فِي آذان السامعين قَالَ فأنشدنيه قَالَ فَغضِبت وَقلت لَهُ يَا رَكِيك الْعقل أخْبرك أَنِّي قصدت الْخَلِيفَة بمدح حبرته فِيهِ تَقول أنشدنيه قَالَ وَمَا الَّذِي تَأمل مِنْهُ قلت ألف دِينَار إِن كَانَ على مَا ذكر عَنهُ قَالَ لي فَأَنا أُعْطِيك ألف دِينَار إِن رَأَيْت الشّعْر جيدا وَالْكَلَام غضا وأضع عَنْك العناء والترداد وَمَتى تصل إِلَى الْخَلِيفَة وَبَيْنك وَبَينه عشرَة آلَاف رامح وَسيف فَقلت لَهُ بِاللَّه عَلَيْك أَنْت تفعل قَالَ نعم قلت ومعك السَّاعَة مَا تُعْطِينِي قَالَ لَك الله على أَن أُعْطِيك السَّاعَة ألف دِينَار فَأَنْشَدته أرجوزة فِيهَا
(مَأْمُون يَا ذَا المنن الشَّرِيفَة ... وَصَاحب الْمرتبَة المنيفة)
(وقائد الكتيبة الكثيفة ... هَل لَك فِي أرجوزة ظريفة)
(أطرف من فقه أبي حنيفَة ... لَا وَالَّذِي أَنْت لَهُ خَليفَة)
(مَا ظلمت فِي أَرْضنَا ضَعِيفَة ... أميرنا مُؤْنَته خَفِيفَة)
(وَالذِّئْب والنعجة فِي سقفه ... واللص والتاجر فِي قطيفه)
قَالَ فو الله مَا أتممت إنشادها حَتَّى أقبل عشرَة آلَاف فَارس قد سدوا الْأُفق وهم يَقُولُونَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته قَالَ فأخذني وَالله الأفكل يَعْنِي الرعدة ونطر إِلَيّ بِتِلْكَ الْحَال فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك ثمَّ الْتفت إِلَى خَادِم نظيف الْوَجْه والملبس كَانَ قَرِيبا مِنْهُ فَقَالَ أعْطه مَا مَعَك فَأخْرج الْخَادِم كيسا وجدت فِيهِ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار فَقَالَ لي هاك أَيهَا الرجل ثمَّ قَالَ سَلام عَلَيْك وَمضى فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ فَسَأَلت عَنهُ بعد ذَلِك فَقيل لي الْمَأْمُون أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يرد أَن يعرفك بِنَفسِهِ لكرم طباعه

1 / 350