============================================================
اليه منذ قليل، من أن التهذيب عند ابن منظور لا يرادف الاختصار، ولا يسشترطه، وان كان لا يلغيه من حساباته ! فإذا تعارض الاختصار مع سلامة التبويب وضوح المعنى، ترك الاختصار جانبا.
والمطالع للكتاب يستطيع أن يصل إلى ألفاظه بسهولة في الغالب، فترتيب ابن منظور واضح لا لبس فيه، إذ يعمد إلى اللفظ المحوري في المسألة ويجعله بابا يدرج تحته تلك المسألة، وقد حافظ ابن منظور على ذلك المنهج في طول الكتاب، باستثناء البابين الأخيرين: باب كتابة المعتل، وباب الفوائد، وهو إن كان لديه وجهة نظر معتيرة في جمع الفوائد معا في باب واحد، بدلا من توزيعها على أبوابها، إلا أن إفراده لباب في كتابة المعتل لا يظهر له فائدة ما، فقد ذكر الحريري فيه عدة ألفاظ، كان يمكن لابن منظور اعتبارها ألفاظا محورية، ومن ثم يضعها في الباب المناسب لها، و يذكر التعليل في أول موضع ويحيل إليه بعد ذلك، كما فعل في عدة مواضع مشابهة، مثل كتابة صالح ومالك وخالد، ففي الدرة:1) ومن قبيل ما تثبي الألفت فيه في موطن وتحذف في موطن: صالح ومالك وخالد، فتثبت الألف فيها إذا وقعت صفات كقولك: زيد صالح، وهذا مالكالدار، والمؤمن خالدفي الجنة، وتحذف الألف منها إذا جعلت أسماء محضية17 (1)، أخذ ابن منظور هذا المقطع وذكره في ثلاث مسائل تحت ثلاث مواد لغوية، هي: خلد، وملك، وصلح.
وقد سار ابن منظور على هذا النهج أيضا عند ذكر مواضع وصل (ما) بغيرها، فقد وضعها في باب (ما)، وذكر القول في المواضع التي تحذف فيها الألف في كل من الأبواب: ثلث، وحرث، ورحم، وسما، وذكر كتابة (ستمائة وثلاثمائة) في باب (مثا)، وذكر اختلافهم في كتابة الصلاة والزكاة والحياة في مواد: زكا، وصلا، وحيا ، و ذكر القول في كتابة (ابن) في مادة: بنا، وهذه كلها مواضع جمعها الحريري في الدرة في موضع واحد(2).
و ولو كان ابن منظور جعل بدلا من (باب كتابة المعتل) بابا جامعا لكل ما أورده (1) الدرة (و) ص 126، والدرة (ض) 274، والدرة (ك) 201.
(2) انظر الدرة (و) ص 126،125، والدرة (ض) -274، والدرة (ك) 201-199. .
पृष्ठ 27