============================================================
الغواص - مطبوعا، وقد أفادني ذلك كثيرا، بل أقول واثقا إنه لم يكن من الممكن اخراج هذا المخطوط بحالته للنور دون وجود أصله، فقد كانت نسخ زدرة الغواص) المطبوعة بمثابة نسخ آخرى أقابل عليها، وحلت كثيرا من غوامض المخطوط الأوحد، وحصرت مشكلاته في إضافات ابن منظور على النص، وهي قليلة إلى حد ما مقارنة بالمادة المأخوذة من الدرة.
وقد كان في تقديري حين بدأت العمل في المخطوط، أن يتم تحقيق هذا الكتاب ويخرج إلى النور قبل ذلك بعدة سنوات، إلا أنني كلما تقدمت فيه خطوة صرفت عنه بصارف، وشغلتني عنه مشاغل، وهذه صعوبة في حد ذاتها، إذ كلما فرغت له نفسي لم أكن أبدأ من حيث وقفت، بل كنت آخذ وقتا لأعيش في جو الكتاب وأتفاعل معه، ولم تكن جميع المصادر متاحة بين يدي في كل الأوقات، مما اضطرفي إلى تعديل ارقام صفحات هذا المصدر أو ذاك في كامل الكتاب أكثر من مرة؛ ليطابق الطبعة المتاحة أمامي، كما اضطررت مؤخرا للاعتماد على بعض الكتب التي كان تحقيقها يحتاج إلى تحقيق ! بل أظن أن تسميتها بالمحققة يحتاج إلى محاسبة، فكنت أقوم بتحقيق الكتاب الذي بين يدي، وبالتدقيق ما استطعت في المصدر الذي أنقل عنه، حتي يشر الله لي اخراجه بعد ما يقرب من آربع سنوات من البدء فيه، وبعد عناء ربما لا يظهر للنظرة العجلى، ولكن يدركه من كابد التحقيق وعرف مشقته.
وقد اتبعت في هذا التحقيق المنهج الذي درسته على يد أستاذي الدكتور / رمضان عبد التواب، رحمه الله رحمة واسعة، وقد أبنت عن أهم ملامح هذا المنهج في ت قديمي للتحقيق. وجعلت بين يدي التحقيق تعريفا لكل من ابن منظور، باعتباره صاحب التهذيب، والحريري، باعتباره صاحب الكتاب الأصل، ووضعت يد القاري على منهج ابن منظور في تهذيب درة الغواص، بعدها وثقت نسبة العنوان والمخطوط لابن منظور، ووصفت المخطوط الذي اعتمدت عليه، وصورت عدة لوحات منه، كما جرت العادة على ذلك. وأتبعت الكتاب المحقق بفهارس فنية، اظنها إن شاء الله كاشفة للكتاب كافية لمن يطالعه.
पृष्ठ 10