तहधीब फी तफ़सीर

हाकिम जुशामी d. 494 AH
68

عن الأصم. وقيل: لما قيل لهم في الآخرة: (ذق إنك أنت العزيز الكريم (49)

و (قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) صار كأنه استهزأ بهم، وقيل: يظهر المؤمنين على نفاقهم، عن الحسن، وقيل: يطلع المؤمنون عليهم وهم في النار فيضحكون منهم، عن ابن عباس، كقوله: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34)

وحقيقة الاستهزاء لا يطلق على صفاته تعالى كالسخرية واللعب ويمدهم في طغيانهم أي يملي لهم، ويطول عمرهم، وإن كانوا متتابعين في الطغيان، وقيل: يمدهم في العمر لكي يرجعوا عن الطغيان، وهم يتحيرون في الطغيان، يعني في طغيانهم، وهو كفرهم وضلالهم يعمهون يتحيرون؛ لأنهم أعرضوا عن الحق فتحيروا وضلوا.

ومتى قيل: إذا كان معنى الله يستهزئ بهم يجازيهم فكيف يتصل بقوله: ويمدهم في طغيانهم؟

قلنا: لما كانوا في الإملاء معتزين بالسلامة، لا يشعرون بما يؤول إليه خالهم كأنه استهزأ بهم، وقيل: كأنه قال: يعاقبهم إلا أنه من غير معاجلة.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على أنه يجازي كل أحد بفعله.

وتدل على عظم حال المتحير في الدين تحذيرا من مثل حالهم، وتحث على التباعد عما يؤدي إليه.

قوله تعالى: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)

* * *

(القراءة)

पृष्ठ 259