219

وتدل على أنه تعالى لا يخلي عباده من نعمه وإن عصوا.

وتدل على أنه يجوز أن تختلف المصالح والتكليف عند المسألة كما اختلف في حق أولئك عند سؤالهم.

قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62)

* * *

(القراءة)

قرأ نافع الصابين بغير همز، والباقون بالهمز، فأما ترك الهمز فيحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون من صبا يصبو: إذا مال إلى الشيء فأحبه، والآخر: قلب الهمزة فتقول: الصابين، والصابون على ذلك، والاختيار الهمز؛ لأنه قراءة الأكثر، وإلى معنى التفسير أقرب؛ لأن أهل العلم قالوا: هو الخارج من دين إلى دين.

وقراءة العامة هادوا برفع الدال، وعن ابن [السمال] هادوا بنصبها من المهاداة، أي مال بعضهم إلى بعض في دينهم.

* * *

(اللغة)

الهود: التوبة، ومنه: (هدنآ إليك) أي تبنا، وأصله الطمأنينة، فكأن التائب اطمأن إلى الإقلاع عن الذنب.

ويقال: لم سمي اليهود يهودا؟ ومم أخذ؟

قلنا: اختلفوا فيه، فقيل: لأنهم هادوا، أي: تابوا من عبادة العجل، وقالوا: إنا هدنا إليك، عن ابن جريج، وقيل: تهود تفعل من هاد، وبينهما هوادة من ذلك، عن قطرب، وقيل: نسبوا إلى يهوذا أكبر ولد يعقوب، والأعجمية إذا أعربت غيرت عن لفظها، فحولت الذال دالا، وقيل: لأنهم هادوا أي مالوا عن الإسلام وعن دين موسى، يقال: هاد: مال، وقيل: لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة، ويقولون: إن السماوات والأرض تحركت حين آتى الله موسى (عليه السلام) التوراة.

पृष्ठ 410