الجالب للباء في (بسم) فعل محذوف؛ لأن حروف الجر لا بد أن تتصل بفعل إما مذكور أو محذوف، ثم اختلفوا فقيل: ابدؤوا، وقيل: أبدأ، فعلى الأول محل الاسم نصب؛ لأنه مفعول، وعلى الثاني يحتمل وجهين: النصب، ويحتمل الرفع على تقدير ابتدائي باسم الله تعالى، فيكون خبر ابتدائي محذوفا.
ومتى قيل: لم حذف (أبدأ)؟
قلنا: لأن القارئ مبتدئ؟ فدلالة الحال والمشاهدة أغنت عن ذكره.
ومتى قيل: لم أسقطت الألف في بسم الله؟ ولم تسقط من (اقرأ باسم ربك)؟
قلنا: تخفيفا، ولكثرة الاستعمال.
ومتى قيل: لم كسرت. الباء؟
قلنا: قيل: ردا إلى الأصل عن المبرد، وقيل: فرقا بين ما يجر وهو حرف، وما يجر مما يجوز أن يكون اسما ككاف التشبيه.
ومتى قيل: بسم الله: أمر أو خبر؟
قلنا: إن قدرت المحذوف (ابدؤوا) فهو أمر، وإن قدرته (أبدأ) كان خبرا.
ومتى قيل: لم قال: بسم الله، ولم يقل بالله؟
قلنا: فرقا بين الاستعانة والقسم، وقيل: للفرق بين الاستعانة به وغيره، فأما من قال: الاسم هو المسمى فقد أخطأ، وقد قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى)
فأثبت أسامي، وأضافها إلي نفسه.
* * *
(النزول)
روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على أحد قبلي إلا على سليمان وقيل: روي أنه في ابتداء ما أوحى الله إليه يكتب باسمك اللهم حتى نزل قوله تعالى: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فكتبها، عن ميمون بن مهران.
पृष्ठ 202