بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله حق حمده، أحمده كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، اتصف بالعلم وحث عليه جميع عباده، ووعدهم عليه جزيل ثوابه وفضله.
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أرسله بالمحجة الزكية ، والطريقة السوية ، والشريعة السمحة ، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى تابعيهم من العلماء العاملين الناصرين لدين الله تعالى، والقائمين بأمره، حتى أتاهم اليقين.
وبعد:
فلم تحظ لغة من لغات العالم، بما حظيت به اللغة العربية من تكريم وتشريف، وما أحاطها الله به من عناية ورعاية، وقد تجلت هذه العناية وهذا التشريف في الأمور التالية:
أولا : وجود عوامل توحد بين القبائل العربية، واللهجات المنتشرة في الجزيرة العربية، كمواسم الحج والأسواق الأدبية، مما أدى إلى ظهور شكل لغوي مشترك لجميع هؤلاء الناس، والذي تمثل في لغة قريش ذات السلطان الديني والتفوق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الفترة التي ظهر فيها الإسلام.
ثانيا : نزول القرآن بهذه اللغة ، وقد تكفل الله بحفظه إلى يوم الدين، وهذا جعل الناس ينطوون تحت لواء القرآن طوال هذه القرون الطويلة.
पृष्ठ 1