Tahdheer 'Uloom al-Hadith
تحرير علوم الحديث
प्रकाशक
مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
शैलियों
يقول: " قام موسى ﵇ خطيبًا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ " فذكر الحديث بقصته مع الخضر (١).
٢ - وعن حُميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يُحدِّث رهطًا من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لَنَبْلو عليه الكذب (٢).
فتلاحِظ في هذين المثالين أنَّ الكلام وقع في رجلين من غير الصحابة يعرفان بالرواية عن أهل الكتاب، ولم يكن الصحابة يكذِّب بعضهم بعضًا في النقل عن رسول الله ﷺ، وإنما خطَّأ بعضهم بعضًا في أحرف يسيرة كما وقع فيما استدركته عائشة أم المؤمنين على بعض الصحابة (٣)، وعلّة ذلك أن نقلة الأحاديث عن النبي ﷺ إنما كانوا العدول ولذلك لم يكن الناس يومئذ يعتنون بالإسناد حتى ظهرت الفتن وتباعد العهد وصار النقل إلى التابعين بعد الصحابة.
فعن مجاهد بن جبر المكي، قال:
جاء بُشير العدوي إلى بن عباس، فجعل يحدث ويقول: " قال رسول الله ﷺ، قال رسول الله ﷺ، " فجعل ابن عباس لا يأذن (٤) لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس، مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله ﷺ ولا تسمع، فقال ابن عباس: إناكنّا مرَّة إذا سمعنا رجلًاَ
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (رقم: ١٢٢، ٣٢٢٠، ٤٤٤٨، ٤٤٤٩، ٤٤٥٠) ومسلم (رقم: ٢٣٨٠). (٢) أخرجه البخاريُّ في " الصحيح " (٦/ ٢٦٧٩) بصورة التعليق، وهوَ موصولٌ في " تاريخه الأوسط " (رقم: ٢٠١) بإسناد صحيح. (٣) كما جمع أمثلةَ ذلك الحافظ بدرُ الدين الزركشي في كتاب " الإجابة لإيراد ما استَدركتْه عائشة على الصحابة ". (٤) يأذن: يستمع.
1 / 21