[185] والمادة لا تتكون بما هى مادة لانها كانت تحتاج الى مادة ويمر الامر الى غير نهاية بل ان كانت مادة متكونة فمن جهة ما هى مركبة من مادة وصورة وكل متكون فانما يتكون من شىء ما فاما ان يمر ذلك الى غير نهاية على استقامة فى مادة غير متناهية وذلك مستحيل وان قدرنا محركا ازليا لانه لا يوجد شىء بالفعل غير متناه واما ان تكون الصور تتعاقب على موضوع غير كائن ولا فاسد ويكون تعاقبها ازليا ودورا .
[186] فان كان ذلك كذلك وجب ان يكون ههنا حركة ازلية تفيد هذا التعاقب الذى فى الكائنات الفاسدات الازلية وذلك انه يظهر ان كون كل واحد من المتكونات هو فساد للآخر وفساده هو كون لغيره والا يتكون شىء من غير شىء فان معنى التكون هو انقلاب الشىء وتغيره مما بالقوة الى الفعل ولذلك فليس يمكن ان يكون عدم الشىء هو الذى يتحول وجودا ولا هو الشىء الذى يوصف بالكون أعنى الذى نقول فيه انه يتكون فبقى ان يكون ههنا شىء حامل للصور المتضادة وهى التى تتعاقب الصور عليها
पृष्ठ 102