ومن النبات ما يتغير ويصير شيئا بدل شىء، مثل الجوز إذا شاخ. ويزعمون أن النمام ربما تغير وصار نعنعا، والباذروج إذا حصد وصير بقرب البحر الأحمر ربما صار شاهسفرم. وأما الحنطة والكتان فانهم يزعمون 〈أنهما〉 ربما تغيرا وصارا شيلما. وأما اللبخ فقد كان فى أرض فارس قتالا فنقل إلى أرض مصر والشام فصار مأكولا. واللوز والرمان يتغيران عن رداءتهما إذا عنى الفلاح بفلاحتهما: أما الرمان فهو يجود إذا طرح فى أصله من بزر الخبازى وسقى بماء بارد عذب؛ وأما اللوز فاذا ضرب الإنسان فيه سكة من حديد وأخرج منه الصمغ السائل زمانا طويلا. وإذا فعل الإنسان مثل هذا الفعل نقل كثيرا من النبات البرى إلى البستانى، والمكان والفلاحة مما يعنيان على ذلك، وبخاصة أزمنة السنة التى يغرس فيها. ومن النبات ما يحتاج إلى الغرس، ومنه ما لا يحتاج إلى ذلك. وأكثر النبات يغرس فى الربيع، والقليل منه يغرس فى الشتاء والخريف؛ وأما أقل النبات فالذى يغرس بعد طلوع الكوكب المعروف بكلب الجبار، وأقل المواضع التى يغرس الغرس فيها فى هذا الوقت؛ وإنما يغرس الغرس بعد طلوع الكوكب المعروف بكلب الجبار فى بلد فرونية وافريشيه؛ وأما فى مصر فما يغرس فيها إلا مرة واحدة فى السنة.
पृष्ठ 261