{ وقد نزل عليكم في الكتب } الظاهر أنه خطاب للمؤمنين الذي يجالسون المنافقين، ولذلك قال:
{ فلا تقعدوا معهم } نهوا عن القعود ولذلك جاء بعده إنكم إذا مثلهم وإن في قوله: إن إذا مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف تقديره انه، والجملة بعده الشرطية خبر ان وجوابه فلا تقعدوا وحتى غاية نهوا عن أن يقعدوا معهم إلا في وقت يخوضون في غير الكافر والاستهزاء، وإذا في قوله: إنكم إذا مثلهم، توسطت بين اسم ان وخبرها ومعناها معنى الشرط تقديره إنكم إن قعدتم معهم مثلهم.
{ إن الله جامع المنفقين } لما اتخذوهم في الدنيا أولياء جمع بينهم في الآخرة في النار والمرء مع من أحب وهذا توعد منه تعالى تأكد به التحذير من مخالطتهم ومجالستهم.
{ الذين يتربصون بكم } الآية، الاستحواذ، الاستيلاء والتغلب. ويقال: حاذ يحوذ حوذا وأحاذ، وكان القياس أن يقال: استحاذ، كما يقال: استطال، ولكنها شذت هذه اللفظة فصحت العين وهي الواو فلم تقلب الفا كما قلبت في استقام وأصله استقوم. ومعنى الآية الذين ينتظرون بكم ما يتجدد من الأحوال من ظفر لكم أو بكم.
{ فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم } مظاهرين والمعنى فأسهموا لنا بحكم انا مؤمنون.
{ وإن كان للكافرين } أي اليهود.
{ نصيب } أي نيل من المؤمنين.
{ قالوا ألم نستحوذ عليكم } أي ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم وأسركم وابقينا عليكم.
{ ونمنعكم من المؤمنين } بأن ثبطناهم عنكم فأسهموا لنا بحكم انا نواليكم فلا نؤذيكم ولا نترك أحدا يؤذيكم.
{ فالله يحكم بينكم } يحتمل أن يكون ثم معطوف محذوف تقديره وبينهم ويحتمل أن لا عطف ويكون قوله بينكم شاملا للمؤمنين والكفار، وغلب فيه الخطاب. وقوله: سبيلا، يعني في الآخرة، وقيل: سبيلا أي استيلاء على بيضة الإسلام في الدنيا ومعنى هو خادعهم أي منزل الخدع بهم وهذه عبارة عن عقوبة سماها باسم الذنب فعقوبتهم في الدنيا ذلهم وخوفهم، وفي الآخرة عذاب جهنم. وقرىء خادعهم بسكون العين.
अज्ञात पृष्ठ