336

तफ़्सीर नहर मद्द

النهر الماد

शैलियों

أي عديم التشكي.

وقال ابن عطية: من عبر بالقلة عن الإيمان، قال: هي عبارة عن عدمه على ما حكى سيبويه من قولهم أرض قلما تنبت كذا وهي لا تنبت جملة. وهذا الذي ذكره الزمخشري وابن عطية من أن القليل يراد به العدم هو صحيح في نفسه لكن ليس هذا التركيب الاستثنائي من تراكيبه، فإذا قلت: لا أقوم إلا قليلا لم يوضع هذا الانتفاء القيام البتة، بل هذا يدل على انتفاء القيام منك إلا قليلا فيوجد منك.

وإذا قلت: قل ما يقوم أحد إلا زيد وأقل رجل يقول ذلك، احتمل هذا أن يراد به التقليل المقابل للتكثير، واحتمل أن يراد به النفي المحض، وكأنك قلت: ما يقوم أحد إلا زيد وما رجل يقول ذلك، اما أن تنفي ثم توجب ويصير الإيجاب بعد النفي يدل على النفي فلا إذ تكون إلا وما بعدها على التقدير جيء بها لغوا لا فائدة إذ الانتفاء قد فهم من قولك لا أقوم فأي فائدة في استثناء مثبت يراد به الانتفاء المفهوم من الجملة السابقة، وأيضا فإنه يؤدي إلى أن يكون ما بعد إلا موافقا لما قبلها في المعنى، وباب الاستثناء لا يكون فيه ما بعد إلا موافقا لما قبلها. وظاهر قوله: فلا يؤمنون إلا قليلا إذا جعلناه عائدا إلى الإيمان إن الإيمان يتجزأ بالقلة والكثرة فيزيد وينقص والجواب أن زيادته ونقصه هو بحسب قلة المتعلقات وكثرتها.

[4.47-48]

{ يا أيهآ الذين أوتوا الكتب } الآية،

" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم احبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب إلى الاسلام، وقال لهم: إنكم لتعلمون أن الذي جئت به حق، فقالوا: ما نعرف ذلك فنزلت "

، قاله ابن عباس. ومناسبتها لما قبلها هو أنه تعالى لما رجاهم بقوله:

ولو أنهم قالوا

[النساء: 46] الآية، خاطب من يرجى إيمانه منهم بالأمر بالإيمان وقرن بالوعيد البالغ على تركه ليكون ادعى لهم إلى الإيمان والتصديق به ثم أزال خوفهم من سوء الكبائر السابقة بقوله:

{ إن الله لا يغفر أن يشرك به } الآية، وتوعدهم ان لم يؤمنوا بأحد أمرين الطمس أو اللعن الموصوف. والظاهر أن معنى الطمس: جعل الحاجبين والعينين والأنف والفم لوحا واحدا، ثم يقلب مشرفا على الظهر ويصير القفا مشرفا على الصدر، وهذا تشويه عظيم لمحاسن الإنسان. وقيل: هو على حذف مضاف أي نطمس أعين وجوه ونجعلها في القفا. وقرىء: نطمس بضم الميم وكسرها. واللعن هو المتعارف وتقوم قبل ولكن لعنهم الله وهذا لعن مطلق، وفي هذه الآية لعن مقيد بقوله: كما لعنا أصحاب السبت. وقيل: وأصحاب السبت هم أهل آيلة مسخوا قردة وخنازير. ولما سمع عبد الله بن سلام هذه الآية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتي أهله ويده على وجهه وأسلم وقال: يا رسول الله ما كنت أرى أني أحل إليك حتى يحول وجهي في قفاي.

अज्ञात पृष्ठ