तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

Mohammad Hussein Fadlallah d. 1431 AH
36

तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

शैलियों

منهم إلى أن ( الرحمن ) هو المنعم بجلائل النعم ، وأن ( الرحيم ) هو المنعم بدقائقها ، وذهب آخرون إلى أن ( الرحمن ) هو المنعم على جميع الخلق ، وأن ( الرحيم ) هو المنعم على المؤمنين خاصة ، وذهب رأي ثالث إلى أن الوصفين بمعنى واحد ، وأن الثاني تأكيد للأول.

وذكر بعض المفسرين أن صيغة الرحمن مبالغة في الرحمة ، ويعلق السيد الخوئي (قده) عليه فيقول :

« وهو كذلك في خصوص هذه الكلمة ، سواء أكانت هيئة فعلان مستعملة في المبالغة أم لم تكن ، فإن كلمة ( الرحمن ) في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق ، فيستفاد منها العموم وأن رحمته وسعت كل شيء ، ومما يدلنا على ذلك ، أنه لا يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحمن ، كما يقال : إن الله بالناس أو بالمؤمنين لرحيم ».

أما صفة ( الرحيم ) فهي « صفة مشبهة أو صيغة مبالغة. ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات كالعليم والقدير والشريف والوضيع والسخي والبخيل والعلي والداني. فالفارق بين الصفتين : أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها ، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط ، ومما يدل على أن الرحمة في كلمة ( الرحيم ) غريزة وسجية : أن هذه الكلمة ، لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء ، فقد قال تعالى :

( إن الله بالناس لرؤف رحيم ) [البقرة : 143] ، ( وكان بالمؤمنين رحيما ) [الأحزاب : 43].

فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم » (1).

पृष्ठ 43