तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

Mohammad Hussein Fadlallah d. 1431 AH
15

तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

शैलियों

وإذا كنا نؤكد على أصالة القرآن المنفتح على السنة الثابتة بالحجة التي لا تقبل الشك ، فإن علينا أن نعتبر عناوينه في الجانب التشريعي هي الأساس في وعي السنة في عناوينها التي تمثل التفصيل للعناوين القرآنية لتكون هي الأساس في حركة التشريع في الدراسة الفقهية ، وليس العكس ، لأن السنة لا تغير عنوان الحكم القرآني إلى عنوان آخر ، بل تعمل على تفصيله وتوضيحه بما يرفع غموضه وإجماله إن كان فيه إجمال وغموض.

ويبقى هنا نقطة لا بد من الإشارة إليها ، وهي أن مسألة التفسير تبقى تخضع لثقافة المفسر في وعيه للقضايا التي تحدث بها القرآن ، وللتشريعات التي عالجها ، والإشكالات التي أثارها الآخرون في حركة الصراع بين الكفر والإيمان ، مما واجه القرآن به المسألة على صعيد تقديم الحلول لها فكرا ومنهجا.

وقد حاولت في هذا التفسير أن أعيش القرآن في عقلي وقلبي وحياتي ، في فهم آياته ، واستيحاء أفكاره ، وتحريكه في كل مسيرتنا الإسلامية الصاعدة إلى كل الآفاق الباحثة عن الله في كل مواقع عظمته ، وامتدادات نعمه ، وأسرار أحكامه ، وفي الخط المستقيم المنفتح على كل حركة السعادة في الإنسان.

ورأيت أن من الضروري ، استحياء القرآن في ذلك كله على مستوى النظرية والتطبيق ، لنستهدي به في متاهات الواقع ، ونستضيء به في ظلمات الطريق ، ونطل به على المستقبل في كل قضاياه ، لنشعر بأن القرآن يعالج لنا كل أوضاعنا الحياتية ، فنكون قرآنيين في أفكارنا وحركاتنا ، تماما كما كان المسلمون السابقون ، الذين كان القرآن يتحرك معهم ، فيطل على مشكلاتهم الصعبة ، ليقدم لهم الحلول الصحيحة التي تبعث فيهم السكينة والثبات ، وإذا كنا نعرف أن معالجات القرآن في الماضي انطلقت من خلال سنن الله في الكون والإنسان لا من خلال خصوصية في الزمان والمكان والأشخاص ،

पृष्ठ 19