الإيمان البسيط ، لأنه إيمان السفهاء الذين لا يعرفون طبيعة الأسس التي يستندون إليها في حركة الحياة. وقد توحي الآية الكريمة بأنهم كانوا يركزون على نوعية الإيمان لا على أصله ، لأن المفروض في أجواء هذه الآيات قبولهم بمبدإ الإيمان ظاهرا ، ولكن الله ، سبحانه ، يكشف طبيعة هذا التعاظم الأجوف والكبرياء الكاذب ، ويؤكد ، من خلال أوضاعهم ومنطلقاتهم وحركاتهم ، أنهم يرمون الناس بصفة هي أقرب إلى واقعهم الفكري والعملي من واقع الناس الآخرين.
* * *
** المنافقون هم السفهاء
( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) لأن السفيه يعبر في مفهومه عن ضعيف الرأي ، الجاهل ، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ، والذي يتحول إلى إنسان ضائع متخبط لا يملك إدارة شؤونه بنفسه من خلال فقدانه وضوح الرؤية للأشياء ، مما يبعده عن الاستقامة في عالم التطبيق العملي. وفي مقابله الرشيد الذي يملك وعي المعرفة للأشياء على مستوى التصور ، وعلى صعيد الواقع ، بحيث يملك إدارة حركة النظرية في الوجدان ، وحركة التطبيق في الواقع ، الأمر الذي يؤدي إلى التوازن في مواجهة القضايا ، والاستفادة من كل الفرص النافعة الموجودة لديه.
وهذا ما يؤكده التزامهم الداخلي بالكفر الذي يجسد الضعف الفكري والجهل بالأسس المتينة التي ترتكز عليها عقيدة الإيمان ، وحركتهم العملية التي تؤدي بهم إلى الهلاك في الدنيا والآخرة ، ولا سيما في هذا الموقف المتأرجح الذي يعيش معه الإنسان في عذاب داخلي مستمر من خلال خوفه من انكشاف موقفه الداخلي الذي يغطيه بنفاقه العملي. ف ( هم السفهاء ) في
पृष्ठ 147