तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

Mohammad Hussein Fadlallah d. 1431 AH
125

तफ़सीर मिन वाही क़ुरान

शैलियों

يؤمنون )، لأن مسألة حركية الإنذار في انفتاح العقل على الإيمان لا ترتبط بمضمون الإنذار ، بل بإرادة الإنسان في سماعه ، وفي التفكير به ، واستعداده النفسي للانفعال بمعانيه وإيحاءاته ، أما الإنسان الذي يفقد هذه الإرادة ، وذلك الاستعداد ، فإن الإنذار وعدمه سواء عنده ، لأن قراره عدم الإيمان ، بعيدا عما إذا كان ذلك حقا أو باطلا ، لأنها مسألة عصبية لا مسألة اختيار عقلي منفتح على المعرفة الواسعة.

( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ) فقد أغلقوا قلوبهم عن الحق فلم يسمحوا لها بالتفكير فيه وإدارة الحوار حوله ، وأعرضوا عن الإقبال عليه أو قبوله ، عنادا واستكبارا وتمردا ، فلم تبق هناك وسيلة لنفاذ الحق إلى داخلهم ، كما أنهم أغلقوا أسماعهم عن سماع كلماته ، تعقيدا واستنكارا ، فلم ينفذ إليها شيء منها.

( وعلى أبصارهم غشاوة ) فهم لا ينظرون إلى آيات الله في الكون ، ولا ينفتحون على مظاهر العظمة والإبداع فيه ، ليكتشفوا بذلك توحيده ، تماما كما لو كان هناك غطاء يغطي أبصارهم ويحجب عنهم وضوح الرؤية للأشياء.

وهكذا تلتقي الإرادة الإنسانية السلبية تجاه الحق ، والإيجابية تجاه الباطل ، لتتحول إلى حالة انغلاق فكري للعقل ، وحسي للسمع والبصر ، بحيث ينفصل الإنسان عن الحقيقة في جميع مجالاتها.

( ولهم عذاب عظيم ) لأن الله أقام الحجة عليهم بدلائله وبراهينه ، فلم ينفتحوا عليها أو يلتزموا بها ، فكان كفرهم حركة تمرد وعصبية وجحود ، فاستحقوا به العذاب العظيم الذي انطلقت عظمته من خطورة الانحراف الأعظم الذي يتصل بالاستكبار على الله ، والكفر به ، وإنكار وحدانيته.

* * *

पृष्ठ 134