तफ़सीर मज्मा-उल-बयान
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
शैलियों
(1) - والوجه الآخر أن يكون هم مبتدأ ثانيا والمفلحون خبره والجملة في موضع رفع بكونها خبر أولئك.
المعنى
لما وصف المتقين بهذه الصفات بين ما لهم عنده تعالى فقال «أولئك» إشارة إلى الموصوفين بجميع الصفات المتقدمة وهم جملة المؤمنين «على هدى من ربهم» أي من دين ربهم وقيل على دلالة وبيان من ربهم وإنما قال «من ربهم» لأن كل خير وهدى فمن الله تعالى أما لأنه فعله وأما لأنه عرض له بالدلالة عليه والدعاء إليه والإثابة على فعله وعلى هذا يجوز أن يقال الإيمان هداية منه تعالى وإن كان من فعل العبد ثم كرر تفخيما فقال «وأولئك هم المفلحون» أي الظافرون بالغيبة والباقون في الجنة.
النزول
قال مجاهد أربع آيات من أول السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلت في الكافرين وثلاث عشرة آية بعدها نزلت في المنافقين.
القراءة
قوله تعالى: «أأنذرتهم» فيه ثلاث قراءات قرأ عاصم وحمزة والكسائي إذا حقق بهمزتين وقرأ أهل الحجاز وأبو عمر بالهمزة والمد وتليين الهمزة الثانية والباقون يجعلونها بين بين وكذلك قراءة الكسائي إذا خففت وأبو عمرو أطول مدا من ابن كثير واختلف في المد عن نافع وقرأ ابن عامر بألف بين همزتين ويجوز في العربية ثلاثة أوجه غيرها «أأنذرتهم» بتحقيق الهمزة الأولى وتخفيف الثانية بجعلها بين بين وأنذرتهم بهمزة واحدة وعليهم أنذرتهم على إلقاء حركة الهمزة على الميم نحو قد أفلح فيما روي عن نافع .
الحجة
أما وجه الهمزتين فهو أنه الأصل لأن الأولى همزة الاستفهام والثانية همزة أفعل وأما إدخال الألف بين الهمزتين فمن قرأه أراد أن يفصل بين الهمزتين استثقالا لاجتماع المثلين كما فصل بين النونين في نحو أضربنان استثقالا لاجتماع النونات ومنه قول ذي الرمة :
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل # وبين النقاء أنت أم أم سالم
وأما من فصل بين الهمزتين ولين الثانية فوجهه التخفيف من جهتين الفصل والتليين لأنك إذا لينتها فقد أمتها وصار اللفظ كأنه لا استفهام فيه ففي المد توكيد الدلالة على
पृष्ठ 125