तफ़सीर मज्मा-उल-बयान
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
शैलियों
(1) - هذا الوجه أيضا (وثالثها) أن يكون أو دخلت على سبيل الإبهام فيما يرجع إلى المخاطب وإن كان تعالى عالما بذلك غير شاك فيه فأخبر أن قسوة قلوب هؤلاء كالحجارة أو أشد قسوة والمعنى أنها كأحد هذين لا يخرج عنهما كما يقال أكلت بسرة أو تمرة وهو يعلم ما أكله على التفصيل إلا أنه أبهم على المخاطب وكما قال لبيد :
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما # وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
أراد وهل أنا إلا من أحد هذين الجنسين فسبيلي أن أفنى كما فنيا وإنما حسن ذلك لأن غرضه الذي نحاه هو أن يخبر بكونه ممن يموت ويفنى ولم يخل بقصده الذي أجري إليه إجمال ما أجمل من كلامه فكذلك هنا الغرض الإخبار عن شدة قسوة قلوبهم وأنها مما لا يصغي إلى وعظ ولا يعرج على خير فسواء كانت كالحجارة أو أشد منها في أنه لا يحتاج إلى ذكر تفصيله (ورابعها) أن يكون أو بمعنى بل كما قال الله تعالى «وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون» ومعناه بل يزيدون وروي عن ابن عباس أنه قال كانوا مائة ألف وبعضا وأربعين ألف وأنشد الفراء :
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى # وصورتها أو أنت في العين أملح
كما تكون أم المنقطعة في الاستفهام بمعنى بل يقول القائل أضربت عبد الله أم أنت متعنت أي بل أنت وقال الشاعر:
فو الله ما أدري أسلمى تغولت # أم النوم أم كل إلى حبيب
معناه بل كل وقد طعن على هذا الجواب فقيل كيف يجوز أن يخاطبنا الله عز اسمه بلفظة بل وهي تقتضي الاستدراك والنقض للكلام الماضي والإضراب عنه وهذا غير سديد لأن الاستدراك أن أريد به الاستفادة أو التذكر لما لم يكن معلوما فلا يصح وإن أريد به الأخذ في الكلام الماضي واستئناف زيادة عليه فهو صحيح فالقائل إذا قال أعطيته ألفا بل ألفين لم ينقض الأول وكيف ينقضه والأول داخل في الثاني وإنما أراد عليه وإنما يكون ناقضا للثاني لو قال لقيت رجلا بل حمارا لأن الأول لا يدخل في الثاني على وجه وقوله تعالى «أو أشد قسوة» غير ناقض للأول لأنها لا تزيد على الحجارة إلا بأن يساويها وإنما تزيد عليها بعد المساواة (وخامسها) أن يكون بمعنى الواو كقوله تعالى «أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم» معناه وبيوت آبائكم قال جرير :
أثعلبة الفوارس أو رياحا # عدلت بهم طهية والخشابا
पृष्ठ 281