तफ़सीर मज्मा-उल-बयान
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
शैलियों
(1) - نون الكبرياء والعظمة لا نون الجمع «يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» أي اتخذ أنت وامرأتك الجنة مسكنا ومأوى لتأوي إليه وتسكن فيه أنت وامرأتك واختلف في هذا الأمر فقيل أنه أمر تعبد وقيل هو إباحة لأنه ليس فيه مشقة فلا يتعلق به تكليف وقوله «وكلا» إباحة وقوله «ولا تقربا» تعبد بالاتفاق وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه لما أخرج إبليس من الجنة ولعن وبقي آدم وحده استوحش إذ ليس معه من يسكن إليه فخلقت حواء ليسكن إليها وروي أن الله تعالى ألقى على آدم النوم وأخذ منه ضلعا فخلق منه حواء فاستيقظ آدم فإذا عند رأسه امرأة فسألها من أنت قالت امرأة قال لم خلقت قالت لتسكن إلي فقالت الملائكة ما اسمها يا آدم قال حواء قالوا ولم سميت حواء قال لأنها خلقت من حي فعندها قال الله تعالى «اسكن أنت وزوجك الجنة» وقيل إنها خلقت قبل أن يسكن آدم الجنة ثم أدخلا معا الجنة وفي كتاب النبوة أن الله تعالى خلق آدم من الطين وخلق حواء من آدم فهمة الرجال الماء والطين وهمة النساء الرجال قال أهل التحقيق ليس يمتنع أن يخلق الله حواء من جملة جسد آدم بعد أن لا يكون مما لا يتم الحي حيا إلا معه لأن ما هذه صفته لا يجوز أن ينقل إلى غيره أو يخلق منه حي آخر من حيث يؤدي إلى أن لا يمكن إيصال الثواب إلى مستحقه لأن المستحق لذلك هو الجملة بأجمعها وإنما سميت حواء لأنها خلقت من حي على ما ذكرناه قبل وقيل لأنها أم كل حي واختلف في الجنة التي أسكن فيها آدم فقال أبو هاشم هي جنة من جنان السماء غير جنة الخلد لأن جنة الخلد أكلها دائم ولا تكليف فيها وقال أبو مسلم هي جنة من جنان الدنيا في الأرض وقال أن قوله «اهبطوا منها» لا يقتضي كونها في السماء لأنه مثل قوله «اهبطوا مصرا » واستدل بعضهم على أنها لم تكن جنة الخلد بقوله تعالى حكاية عن إبليس «هل أدلك على شجرة الخلد» فلو كانت جنة الخلد لكان آدم عالما بذلك ولم يحتج إلى دلالة وقال أكثر المفسرين والحسن البصري وعمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وكثير من المعتزلة كالجبائي والرماني وابن الإخشيد إنها كانت جنة الخلد لأن الألف واللام للتعريف وصارا كالعلم عليهاقالوا ويجوز أن تكون وسوسة إبليس من خارج الجنة من حيث يسمعان كلامه قالوا وقال من يزعم أن جنة الخلد من يدخلها لا يخرج منها غير صحيح لأن ذلك إنما يكون إذا استقر أهل الجنة فيها للثواب فأما قبل ذلك فإنها تفنى لقوله تعالى «كل شيء هالك إلا وجهه» وقوله «وكلا منها رغدا» أي كلا من الجنة كثيرا واسعا لا عناء فيه «حيث شئتما» من بقاع الجنة وقيل منها أي من ثمارها إلا ما استثناه @QUR@ «ولا تقربا هذه الشجرة» أي لا تأكلا منها وهو المروي عن الباقر (ع)
पृष्ठ 194