بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وجعله للناس بشيرا ونذيرا وبين فيه لأولي الألباب بينات، وجعله تبيان كل شئ وسراجا منيرا، أنزله بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتب، وأنطقه بالصدق لما يعول عليه من الرب، يقضي له بصفة القدم كل شئ بجوهر ذاته، يفضي إلى الحكم بسرمديته حدوث معلولاته وسمائه، فيا له من حكيم بما له من قدرته في كل ما دبر وأتقن من أفعاله، أبت حكمته أن يرضى لخلقه السوء والفحشاء، وارتفعت قدرته أن يجري شئ إلا ما شاء الله.
والصلاة والسلام والتحية من كل الأنام، على خير الأنبياء ونير الأصفياء، المدعو مجيب الله في الأرض والسماء محمد المصطفى على البرية بالخلق والفضائل المرضية، المبعوث بكتاب أزعج بفصاحته مصاقع (1) الخطباء، وأبكم ببلاغته شقاشق (2) البلغاء، وعلى الأئمة الهادين من عترته الراشدين، صلاة تامة دائمة توازي غناءهم وتجازي تمناءهم، وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
أما بعد: فيقول الفقير إلى رحمة الله ربه الغني ميرزا محمد المشهدي بن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي: إن أولى ما صرفت في تحصيله كنوز الاعمار،
पृष्ठ 19