وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أقرض أخاه المسلم، فله بكل درهم وزن ثبير وطور سيناء حسنات "
وهما جبلان.
[2.246]
وقوله عز وجل: { ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله }؛ أي ألم تعلم يا محمد بالملإ من بني إسرائيل. والملأ من القوم: أشرافهم ووجوههم يجتمعون للمشاورة. وجمعه الأملاء؛ واشتقاقه من ملأت الشيء؛ لا واحد له من لفظه كالإبل والخيل والجيش والقوم والرهط.
قوله تعالى: { من بعد موسى } أي من بعد وفاة موسى، وقوله: { إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا } اختلفوا فيه من هو؟ قال قتادة: (هو يوشع بن نون بن افراتيم بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام). وقال السدي: (هو شمعون). وقد كان بعد يوشع، وإنما سمي سمعون لأن أمه دعت الله عز وجل أن يرزقها غلاما فاستجاب الله دعاءها، فولدت غلاما فسمته سمعون، وقالت: قد سمع الله دعائي، فلأجل ذلك سمته سمعون. والسين في لغة العبرانية شين، فهو بالعبرانية شمعون وبالعربية سمعون. وقال الكلبي ومقاتل وسائر المفسرين: (هو إشمويل بن هلقانا، وبالعربية يقال له: إسماعيل بن بالي وهو من نسل هارون عليه السلام).
وقال الكلبي: (وسبب مسألتهم إياه: أنه لما مات موسى عليه السلام خلف بعده في بني إسرائيل يوشع بن نون يقيم فيهم التوراة وأمر الله حتى قبضه الله، ثم خلف فيهم حزقيل كذلك حتى قبضه الله، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث فنسوا عهد الله تعالى حتى عبدوا الأوثان، فبعث الله إليهم إلياس عليه السلام نبيا فجعل يدعوهم إلى الله، ثم خلف بعد إلياس عليهم اليسع وكان فيهم ما شاء الله ثم قبضه الله؛ فعظمت فيهم الأحداث وكثرت فيهم الخطايا وظهر لهم عدو يقال له: البلساياء وهم قوم جالوت، وكانوا يسكنون ساحل الروم بين مصر وفلسطين؛ وهم العمالقة. فظهروا على بني إسرائيل وغلبوهم على كثير من أراضيهم وسبوا كثيرا من ذراريهم، فضربوا عليهم الجزية ولقوا منهم بلاء شديدا. ولم يكن لهم نبي يدبر أمرهم، فكانوا يسألون الله تعالى أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه. وكان سبط النبوة قد هلكوا ولم يبق منهم إلا امرأة حبلى، فأخذوها وحبسوها في بيت خشية أن تلد أنثى فتبدلها بغلام، لما ترى من رغبة بني إسرائيل في ولدها، فجعلت المرأة تدعو الله أن يرزقها غلاما، فولدت غلاما فسمته اشمويل أي إسماعيل. وكبر الغلام فتعلم التوراة في بيت المقدس وكفله شيخ منهم. فلما بلغ أن يبعثه الله نبيا أتى جبريل والغلام نائم إلى جنب الشيخ، فدعاه: يا اشمويل، إذهب إلى قومك فبلغهم رسالة ربك، فإن الله قد بعثك فيهم. فلما أتاهم كذبوه وقالوا: إن كنت صادقا فابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله).
وإنما سألوا الملك لأنهم علموا أن كلمتهم لا تتفق وأمورهم لا تنتظم، ولا يحصل منهم الاجتماع على القتال إلا بملك يحملهم على ذلك ويجمع شملهم، فكان الملك هو الذي يجمع أمرهم والنبي يشير عليه ويرشده ويأتيه من ربه بالخبر.
فلما قالوا لاشمويل: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، قال لهم: لعلكم إذا بعث الله لكم ملكا وفرض عليكم القتال تجبنوا عن القتال فلا تقاتلوا!!
وإنما قال ذلك متعرفا ما عندهم من الحد وذلك قوله تعالى: { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنآ ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنآئنا }؛ ومعناه: قال لهم نبيهم عسى ربكم إن فرض عليكم القتال مع ذلك الملك أن لا تفوا بما تقولون ولا تقاتلون معه، و { قالوا وما لنآ ألا نقاتل }؛ " قالوا: وأي شيء لنا " في ترك القتال في سبيل الله، وقيل معناه: وليس لنا أن نمتنع عن قتال عدونا في طلب مرضاة الله، { وقد أخرجنا من ديارنا وأبنآئنا } أي وقد أخلونا من منازلنا وسبوا ذرارينا.
अज्ञात पृष्ठ