بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة، وسلما نعرج فيه إلى محل السلامة، وسببا نرجو به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها نعم دار المقامة، والصلاة على سيدنا محمد المظلل بالغمامة، المحبو من ربه بالسعادة والكرامة، وعلى آله وأصحابه الذين أذهب الله عنهم الدنس واللئامة.
فيقول الفقير إلى الله الغني فخر الدين بن محمد علي طريح النجفي: إني لما عثرت بكتاب غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب وفرحة المكروب تأليف أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني وتأملته وإذا هو كتاب فائق رائق عجيب غريب إلا أن المطلوب منه يعسر تناوله في القصور في ترتيبه، والخلل في تبويبه فاستخرت الله على تغيير ذلك الترتيب على وجه له فيه رضى، فشرعت فيه رتبته على أبواب الحروف الهجائية، وجعلت كل باب على أنواع منها، كذلك ترتيبا يسهل تناوله على الطالبين ولا يستصعب تعاطيه على الراغبين وأضفت إلى ذلك غير ما في المتن ما لم يشتمل عليه من اللغة والتفسير وأفردت بابا في آخره لذكر ما يناسبه الانفراد، مشتملا على فوائد لطيفة، وفرائد شريفة، ليتم بذلك المقصود إنشاء الله تعالى، فجاء بعون الله كتابا لطيفا حسنا تهش إليه عقول ذوي البصائر، وترتاح إليه أبصار ذوي الضمائر، وسميته بنزهة الخاطر وسرور الناظر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر، وإن شئت ترجمته بربيع الاخوان الموضح لكلمات القرآن، وها أنا ذا أشرع به مستعينا بالله متوكلا عليه سائلا منه أن يجعله رضى له، وذخيرة يوم ألقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
पृष्ठ 4
الباب الأول ما آخره ألف أو همزة وهو أنواع النوع الأول * (ما أوله همزة) * (أبا) * (ملة أبيكم إبراهيم) * (1) جعل إبراهيم أبا للأمة كلها، لأن العرب من ولد إسماعيل عليه السلام، وأكثر العجم من ولد إسحاق، ولأنه أبو رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو أب لأمته، فالأمة في حكم الولد، ومثله قوله: * (آبائك إبراهيم إسماعيل) * (2) أضيف الأب إليه لأنه من نسلهما، واصل الأب أبو بالتحريك لأن جمعه آباء مثل: قفا وأقفاء. والعرب تجعل العم أبا والخالة اما، قال تعالى: * (ورفع أبويه على العرش) * (3) يعني أباه وخالته، وكانت أمه راحيل قد ماتت.
(أتى) * (فأتت أكلها ضعفين) * (4) أي أعطت ثمرتها ضعفي غيرها من الأرضين. * (وآتوا الزكاة) * (5) أعطوها يقال آتيته أي أعطيته، وأتيته بغير مد أي جئته، ويقال أيضا آتاه بالمد أي أتى به، قال تعالى: * (آتنا غداءنا) * (6) أي ائتنا به. * (واتوهم ما أنفقوا) * (7) أي وأعطوا أزواجهن ما أنفقوا أي ادفعوا إليهن من المهر، وآتاهم تقواهم أي جاز لهم. * (أتى أمر الله) * (8) أي جاء أمر الله وعدا فلا تستعجلوا وقوعا، فإن العرب تقول: آتاك الأمر، وهو متوقع. * (فأتى الله بنيانهم
पृष्ठ 5
من القواعد) * (1) أي أتى مكرهم من أصله، وهو تمثيل لاستئصالهم، والمعنى إنهم سووا حيلا ليمكروا الله بها فجعل الله هلاكهم في تلك الحيل كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين وأتى البنيان من الأساطين بأن ضعفت فسقط عليهم أعلى السقف وهلكوا.
في تفسير أراد صرح نمرود. * (واتوا به متشابها) * (2) أي يشبه بعضه بعضا فجائز أن يشبهه في اللون والخلقة، ويختلف بالطعم، وجائز أن يشبه بالنبل والجودة.
فلا يكون فيه ما ينفي ولا ما يفضله غيره.
(أخا) * (يا أخت هارون) * (3) شبيهة هارون في الزهد والصلاح، وكان رجلا عظيم الذكر في زمانه، وقيل كان لمريم أخ يقال له هارون * (أخا عاد) * (4) هو هود عليه السلام و * (أخاهم هودا) * (5) لأنهم يجتمعون إلى أب واحد، ومنه يا أخا العرب للواحد منهم و * (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) * (6) يريد المشاكلة لأن الاخوة إذا كانت في غير الولادة كانت المشاكلة والاجتماع في الفعل كقولك:
هذا الثوب أخو هذا الثوب أي يشبهه، قال تعالى: * (وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها) * (7) أي من التي تشبهها وتواخيها.
(إذا) الأذى هو ما يكره ويغتم به * (قل هو أذى) * (8) أي الحيض مستقذر يؤذي من قربه نفرة منه، و * (أذى من رأسه) * (9) كجراحة وقمل، و * (لن يضركم إلا أذى) * (10) أي الاضرار يسير كطعن وتهديد و * (كالذين آذوا موسى) * (11) قيل هو اتهامهم إياه بقتل هارون، وقد كانا صعدا الجبل فمات هارون
पृष्ठ 6
فحملته الملائكة، ومروا به على بني إسرائيل ميتا حتى عرفوا انه قد مات، وقيل رموه بعيب في جسده من برص أو أدرة فأطلعهم الله على أنه برئ * (آذوهما) * (1) قيل إن أذاهما التغيير والتوبيخ، قيل إن الآية نزلت قبل آية الحبس، وكان الأذى أولا ثم الحبس ثم الجلد والرجم، و * (يؤذون الله ورسوله) * (2) أي قالوا اتخذ الله ولدا، وقيل يؤذون أوليائه * (فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) * (3) أي فإذا أصابه أذى من الكفار في الله أي في ذات الله، وبسبب دين الله رجع عن الدين، وهو المراد بفتنة الناس يعني بصرفهم ما مسه من أذاهم عن الايمان، كما أن عذاب الله يصرف المؤمنين عن الكفر.
(أسا) * (فلا تأس على القوم الفاسقين) * (4) أي لا تحزن، وأسوة أي إيتمام واتباع.
(آلاء) * (آلاء الله) * (5) أي نعم الله واحدها إلى بالحركات الثلاث، وألى إذا حلف، قال تعالى: * (للذين يؤلون من نسائهم) * (6) وإلا، ولازمة الال الحلف والعهد. وآلاء الله عز وجل، والآل الجوار * (ولا يأتل أولوا الفضل) * (7) يفتعل من الآلية أي يحلف، ويقال أيضا يفعل من قولهم ما آلوت جهدا أي ما قصرت و * (لا يألونكم خبالا) * (8) لا يقصرون لكم في الفساد.
(أنا) * (غير ناظرين أناه) * (9) أي بلوغ وقته أي إدراكه ونضجه يقال:
أنى يأنى كعلم يعلم وان يأين كباع يبيع إذ انتهى بمنزلة حان يحين * (ألم يأن للذين آمنوا) * (10) أي ألم يأت وقت ذلك، من أنى الأمر إذا جاء أناه أي وقته، والمعنى
पृष्ठ 7
ألم يحن للمؤمنين أن تلين قلوبهم * (وبين حميم آن) * (1) أي ساخن منتهى الحر.
من قولهم: انى الماء إذا سخن وانتهى حره، وعين آنية قد انتهى حرها، و * (آناء الليل) * (2) ساعاته واحدها أنى وإني وأنى.
(أوا) * (تؤي إليك) * (3) تضم، و * (آوى إليه أخاه) * (4) أي ضم إليه أخاه بنيامين، و * (آوى إلى ركن شديد) * (5) أي انضم إلى عشيرة منيعة.
(آياء) آيات: علامات وعجائب، وآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه .
وقيل جماعة حروف، من قولهم: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم (6) وقوله تعالى:
* (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) * (7) ولم يقل آيتين لأن قصتهما واحدة، وعن الأزهري (8): لأن الآية فيهما معا وهي الولادة بغير فحل. قال تعالى: * (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) * (9).
पृष्ठ 8
النوع الثاني (ما أوله باء) (بدأ) بدأ بالأمر: مهموز، وبداه بمعنى قال تعالى: * (كما بدأنا أول خلق نعيده) * (1) و * (فبداء بأوعيتهم) * (2) و * (بادئ الرأي) * بالهمزة أول الرأي وبغير همز ظاهر الرأي، قال أبو إسحاق (4): أي في بادئ الرأي فحذفت في.
ويجوز أن يكون اتباعا ظاهرا وكلهم قرأ بغير همز غير أبي عمرو (5)، و * (وما يبدئ الباطل) * (6) يعني إبليس، وإبداء الشئ ظهوره. قال تعالى: * (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) * (7) ومنه سميت البادية لظهورها، ومنه * (ثم بدا لهم) * (8) وباد من البلد، وقال تعالى: * (سواء العاكف فيه والباد) * (9) وبادون في الأعراب خارجون إلى البدو.
पृष्ठ 9
(برا) البرية: الخلق مأخوذ من براء الله الخلق أي خلفهم فترك همزها إذ العرب تترك الهمزة في خمس: البرية من براء، والنبي من أنبياء، و الذرية من ذراء، والروية من رواء، والأخبية من خباء، ومنهم من يجعلها من إبرأ، وهو التراب لخلق آدم منه، والخالق الباري المصور، قيل الخالق المقدر لما يوجد، والبارئ المميز بعضه عن بعض الأشكال المختلفة، والمصور الممثل، وقوله: * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) * (1). نبرأها للنفس أو المصيبة والمراد بالمصيبة في الأرض مثل القحط ونقص الثمار، وفي الأنفس مثل الأمراض والثكل بالأولاد، والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ، ثم بين تعالى وجه الحكمة في ذلك بقوله: * (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) * (2) من نعم الدنيا * (ولا تفرحوا بما أتيكم) * (3) الله، والمعنى: إنكم إذا علمتم أن كل شئ مقدر مكتوب عند الله قل حزنكم على الفائت وفرحكم على الآتي، وكذا إذا علمتم أن شيئا منها لا يبقى لم تهتموا لأجله، واهتممتم لأمور الآخرة التي تدوم ولا تبعيد، وبراء بالضم أي بريئون، وقرئ أنا براء بالفتح ومما تعبدون.
(بطاء) * (وإن منكم لمن ليبطئن) * (4) المبطئون المنافقون الذين تثاقلوا وتخلفوا عن الجهاد من بطاء بمعنى أبطأ.
(بغا) البغي: المرأة الفاجرة، وقال تعالى * (وما كانت أمك بغيا) * (5) والبغي الزناء، وبغيت الشئ طلبته. قال تعالى: * (أ فغير دين الله يبغون) * (6) و * (بغيا أن ينزل الله) * (2) أي طلبا أن ينزل، وباغ طالب. وقوله: * (غير
पृष्ठ 10
باغ ولا عاد) * (1) أي لا يبغي الميتة ولا يطلبها وهو يجد غيرها: ولا عاد أي لا يعدو شبعه، وأصل البغي الحسد، سمي الظالم بغيا لأن الحاسد ظالم، ومنه * (بغى عليه) * (2) والبغي الفساد، و * (بغيكم على أنفسكم) * (3) أي فسادكم عليها، و * (فبغى عليهم) * (4) ترفع عليهم وجاوز المقدار * (وما ينبغي للرحمن) * (5) أي ما يتأتى للرحمن اتخاذ الولد ولا يصلح له ذلك، يقال: ما ينبغي لك أن تفعل كذا، أي ما يصلح لك ذلك.
(بقا) * (بقية الله خير لكم) * (6) أي ما أبقى الله لكم من الحلال ولم يحرمه عليكم فيه مقنع ورضى فذلك خير لكم * (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) * (7) أي في التابوت ما تكسر من الألواح التي كتب الله لموسى عليه السلام وعصى موسى وثيابه وعمامة هارون، و * (أولوا بقية) * (8) تميزا وطاعة، وفي فلان بقية أي فضل مما يمدح به والباقي من صفات الله تعالى لذاته، ومعناه الموجود لم يذل (9) * (فهل ترى لهم من باقية) * (10) أي بقية، أو من نفس باقية، أو من بقاء مصدر كالعافية * (والباقيات الصالحات) * (11) الصلاة الخمس، ويقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
(بكا) * (بكيا) * (12) جمع باك وأصله بكويا على فعول فأدغمت الواو في الياء * (فما بكت عليهم السماء والأرض) * (13) عن ابن عباس (14) ما من مؤمن إلا
पृष्ठ 11
ويبكي عليه - إذا مات - مصلاه وباب ارتفاع عمله، وقيل أهل السماء فحذف. وقيل العرب تقول إذا هلك العظيم فيها بكت عليه السماء وكسفت لموته الشمس.
(بلا) البلاء: الاسم من بلاه يبلوه إذا اختبره، قال تعالى: * (إن هذا لهو البلاء المبين) * (1) أي الاختبار، وقيل أي النعمة من أبلاه، والبلاء على ثلاث أوجه نعمة واختبار ومكروه، وتبلوه تخبره، ولنبلون لنختبرن * (وإذا أبتلى إبراهيم ربه بكلمات) * (2) اختبره بما تعبده به من السنين، وقيل هي عشر خصال، خمس في الرأس، وهي: الفرق، والسواك، والمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب. وخمس في البدن: الختان، وحلق العانة، والاستنجاء، وتقليم الأظافر، نتف الإبط.
* (فأتمهن) * (3) عمل بهن ولم يدع منهن شيئا.
(بنا) * (بنيان مرصوص) * (4) البنيان الحائط و * (أبنوا عليهم بنيانا) * (5) عن ابن عباس بنوا له حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وملؤه نارا وألقوه فيها.
(بوا) * (وبائوا بغضب) * (6) انصرفوا بذلك ولا يقال إلا بالشر ويقال باء بكذا إذا أقر به و * (تبوء باسمي واسمك) * (7) تنصرف بهما يعني باثم قتلي وإثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك فتكون من أصحاب النار. قوله: * (ولقد بوأنا بني إسرائيل) * (8) أي أنزلناهم ويقال جعلنا لهم مباء وهو المنزل الملزوم. وتبوأ الدار لزمها
पृष्ठ 12
واتخذها مسكنا، و * (ولنبوئنهم في الدنيا حسنة) * (1) قيل معناه لنبوئهم مباءة حسنة وهي المدينة أو أهم الأنصار ونصروهم * (والذين تبوؤا الدار) * (2) أي المدينة، و * (تبوأ لقومكما بمصر بيوتا) * (3) أي اتخذا بناء، و * (تبوى المؤمنين مقاعد للقتال) * (4) أي تنزلهم أو تسوي، وتهئ لهم * (يتبوأ منها حيث يشاء) * (5) أي ينزل من بلدها حيث يهوى.
पृष्ठ 13
النوع الثالث (ما أوله تاء) (تكا) متكأ: نمرقا يتكأ عليه، وقيل مجلسا يتكأ عليه، وقيل طعاما، وقرئ متكا، و * (متكئين) * (1) قاعدين كالملوك على فرش بطائمها من إستبرق.
(تلا) * (واتبعوا ما تتلو الشياطين) * أي اتبعوا كتب السحرة التي تقرأها أو تتبعها الشياطين من الجن، ومنها * (على ملك سليمان) * (3) أي عهده قيل كانوا يسترقون السمع، ويضمون إلى ما سمعوا أكاذيب، ويلقونها إلى الكهنة وهم يدونونها ويعلمون الناس، وفشى ذلك في عهد سليمان عليه السلام حتى قيل إن الجن تعلم الغيب وان ملك سليمان تم بهذا العلم، وان سليمان يسخر بالسحر الإنس والجن والريح، وتتلوا تقرأ تتبع أيضا قال الله تعالى * (والقمر إذا تليها) * (4) أي تبعها، وقرئ * (هنالك تتلو كل نفس ما أسفلت) * (5) بمعنى تتبع، وقيل تتلو كتاب حسناتها وسيئاتها، وتلوة القرآن تلاوة قال تعالى * (يتلو عليهم آياته) * (6) وعلى الوجهين يفسر قوله تعالى * (يتلونه حق تلاوته) * (7) قيل يقرؤنه، وقيل يتبعونه، وسمي القاري تاليا لأنه تتبع ما يقرأ، و * (فالتاليات ذكرا) * (8) قيل الملائكة، وجائز غير هم.
पृष्ठ 14
النوع الرابع (ما أوله ثاء) (ثبا) * (ثبات) * (1) جماعات متفرقة جمع ثبة من ثبيت على فلان ثبية إذا ذكرت متفرق محاسنه، وتجمع أيضا على ثبين.
(ثرا) * (الثرى) * (2) التراب الندي الظاهر من وجه الأرض.
(ثنا) * (ثاني عطفه) * أي عادلا جانبه، والعطف الجانب، يعني معرضا متكبرا، و * (يثنون صدورهم) * (4) أي يطوون ما فيها، قيل إن قوما من المشركين قالوا إذا أغلقنا أبوابنا وأرخينا ستورنا واستغشينا ثيابنا وثنينا صدورنا على عداوة محمد كيف يعلم بنا، فأنبأه الله تعالى عما كتموه فقال: * (ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون) * (5) و * (سبعا من المثاني) * (6) يعني سورة الحمد، وهي سبع آيات، وسميت مثاني لأنها تثنى في كل صلاة، وسمي القرآن مثاني لأن الأنباء والقصص تثني فيه، أو سبع سور وهي السبع الطوال، والسابعة الأنفال وبراءة لأنهما في حكم سورة واحدة، و * (مثنى وثلث ورباع) * (7) يعني اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعا أربعا.
(ثوا) * (ثاويا) * (8) مقيما، و * (أكرمي مثواه) * (9) أي اجعلي مقامه عندنا كريما حسنا، و * (مثوى لهم) * (10) منزل لهم.
पृष्ठ 15
النوع الخامس (ما أوله جيم) (جبا) * (ثم اجتباه) * أي اصطفاه ربه وقربه إليه، و * (لولا اجتبيتها) * (2) قيل هلا اخترتها لنفسك، وقيل هلا تقبلتها من ربك، وقيل هلا أتيتنا بها من قبل نفسك * (واجتبيناهم) * (3) اخترناهم، ومثله * (يجتبيك ربك) * (4) وقيلت الماء وجيوب الخراج، وجبيته جمعته، و * (يجبى) * (5) يجمع، قال تعالى: * (يجبى إليه ثمرات كل شئ) * (6) كلهم قرأ بالياء من تحت غير نافع (7) فإنه قرأ بالتاء على التأنيث، والجوابي:
الحياض الكبار جمع جابية لأن الماء يجئ فيها أي يجمع.
(جثا) * (جثيا) * (8) أي على الركب لا يستطيعون القيام بما هم فيه، واحدهم جاث وتلك جلسة المخاصم والمجادل، ومنه قول علي عليه السلام: أنا أول من يجثو للخصومة ومنه: * (وترى كل أمة جاثية) * (10) وقيل جاثية مجتمعه والأول أعرف .
(جذا) * (جذوة من النار) * (11) بالحركات الثلاث، قطعه غليظة من الحطب فيها نار بغير لهب.
.
पृष्ठ 16
(جرا) * (مجريها) * (1) أي اجرأها، وقرئ مجراها بالفتح أي جريها وممرها والمجرى: الممر، والجارية: السفينة. قال تعالى: * (حملنا كم في الجارية) * (2) والجواري السفن، قال تعالى: * (ومن آياته الجوار في البحر) * (3) قراءة نافع باثبات المياه في الوصل خاصة، وابن كثير (4) في الحالين، والباقون بحذفها فيهما.
(جزا) يجزي يغني عنه، ويقضى عنه، ويجزى عنه (5) بضم أوله يكفي عنه و * (لا تجزي نفس عن نفس شيئا) * (6) أي لا تقضي عنها شيئا، من قوله جزى فلان دينه قضاه، وتجازى فلان دين فلان تقاضاه، والمتجازي: المتقاضي، وجزء: نصيبا.
وقيل بنات، يقال: أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى (7) وجاء في التفسير ان مشركي العرب قالوا إن الملائكة بنات الله تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وجازاه بفعله إذا كافأه، قال تعالى: * (وهل تجازي إلا الكفور) * (8) قرئ بالنون ونصب الكفور وقرئ بالياء ورفع الكفور أي وهل يجازى بمثل جزائهم إلا الكفور، وقوله:
* (من وجد في رحله فهو جزاؤه) * (9) قيل هكذا كان في شرع يعقوب عليه السلام و * (الجزية) * (10) الخراج المجعول على رأس الذي يأخذه الإمام عليه السلام في كل عام والجمع أجزاء، وسميت جزية لأنه قضاية منهم لما عليهم ومنه: * (لا تجزي نفس) * (11) الآية.
पृष्ठ 17
(جفا) * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * (1) ترتفع وتنبوه عن الفراش، يقال:
تجافى جنبه عن الفراش إذا لم يستقر عليه من خوف أو وجع أو هم، والجفاء: الباطل الذي ليس بشئ، قال تعالى: * (فأما الزبد فيذهب جفاء) * (2) والجفاء ما رمى به السيل، والقدر من الزبد.
(جلا) تجلى الشئ إذا انكشف، قال تعالى: * (والنهار إذ تجلى) * (3) و * (تجلى ربه للجبل) * (4) ظهر بآياته التي أحدثها بالجبل، والتجلي هو الظهور و * (جليها) * (5) يعني الظلمة وان لم يجر لها ذكر، مثلها انها اليوم بارزة يريد الغداة، والجلاء: الخروج عن الوطن والبلد وقد جلو عن أوطانهم، وجلوتهم انا يتعدى ولا يتعدى.
(جنا) جنيا: غضا، ويقال جنيا أو مجنيا طريا * (وجنى الجنتين) * (6) ما يجتني منها (جوا) الجو: ما بين السماء والأرض، و * (جو السماء) * (7) الهواء البعيد عن الأرض.
(جيا) * (فأجاءها المخاض) * (8) أي جاة بها، ويقال ألجأها.
पृष्ठ 18
النوع السادس ما أوله حاء (حرا) * (تحروا رشدا) * (1) توخوا، وتعمدوا، والتحري والتوخي القصد للشئ (حصا) الإحصاء يكون علما ومعرفة، ويكون اطاقة، وأحصى الشئ إذا عده كله، قال تعالى: * (وأحصى كل شئ عددا) * (2) وإن تعدو نعمت الله لا تحصوها) * (3).
(حفا) * (يسئلونك كأنك حفي عنها) * (4) أي يسئلونك منها كأنك حفي بها.
والحفي المستقصي بالسؤال، والحفي العالم بالشئ. والمعنى كأنك أكثرت السؤال عنها حتى علمتها، يقال: أحفي فلان في المسألة إذا ألح فيها وبالغ، و * (فيحفكم) * (5) أي يلح عليكم ويجهدكم، يقال: أحفي وألحف وألح واحد، والحفي البار، و * (كان بي حفيا) * (6) أي بارا معينا.
(حلا) * (من حليهم) * (7) هو اسم لكل ما تزين به من الذهب والفضة أو متاع حديد وصفر ونحاس ورصاص.
(حمأ) * (حمأ) * (8) جمع حمأة، وهو الطين الأسود المتغير، وال * (مسنون) * (9) المصور، وقيل هو المصبوب المفرغ كأنه أفرغ حتى صار صورة، و * (حمئة) * (1) بالهمز
पृष्ठ 19
ذات حمأة، وحامية بلا همز أي حارة، و * (حمية الجاهلية) * (1) قولهم قد قتل محمد أبناءنا واخواننا ويدخلون علينا في منازلنا لا تتحدث العرب بذلك، وال * (حام) * (2) الفحل إذا ركب ولد ولده، ويقال: أنتج من صلبه عشرة ابطن، قالوا: هي ظهره فلا يركب، ولا يمنع من كلأ ولا ماء.
(حوا) * (الحوايا) * (3) المباعر، ويقاتل: ما تحوي البطن من الأمعاء (4)، ويقال:
الحوايا بنات اللبن وهي محتوية أي مستديرة واحدتها: حاوية وحوية وحاوياء.
(حيا) * (يستحيون نسائكم) * (5) يستفعلون من الحياة أي يبتغوهن * (ولكم في القصاص حياة) * (6) أي منفعة عن أبي عبيدة (7) وعن ابن عرفة (8) إذا علم القاتل انه يقتل كف عن القتل، ويقال: ليس بفلان حياة، أي لا خير فيه، و * (لا يستحيي أن يضرب مثلا) * (9) أي لا يترك ضرب المثل ترك من يستحي، والحياء: إنقباض النفس عن القبيح مخافة الذم * (ومحياي ومماتي لله) * (10) قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة. والتي تصل إلى الغير بعد الموت كالوصية للفقراء بشئ. والتحية: بمعنى
पृष्ठ 20
السلم، و * (فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله) * (1) أي ثابتة مشروعة بأمره مشروعة من لدنه لأن التسليم طلب سلامة المسلم عليه والتحية طلب حياة المحيى من عند الله ووصفها بالبركة والطيب لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من عند الله زيادة الخير.
وطيب الرزق، ومنه قوله عليه السلام: سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك، و * (تحية) * (2) منصوب بسلموا لأنها في معنى تسليما مثل حمدت شكرا، وقيل معنى حياك الله ملكك: والتحية الملك، وعلى ذلك يصير قوله تعالى: * (تحيتهم فيها سلام) * (3) وقيل تحية بعضهم لبعض فيها سلام أي سلام مما أصاب أهل النار. و * (على استحياء) * (4) في موضع الحال أي مستحية، و * (حيوك بما لم يحيك به الله) * (5) يقولون في تحيتك السام عليك، والسام الموت، وتحية الله تعالى: * (وسلام على عباده الذين اصطفى) * (6)
पृष्ठ 21
النوع السابع ما أوله خاء (خبا) خبت النار تخبو إذا سكنت، قال تعالى: * (كلما خبت زدناهم سعيرا) * (١) و * (الخب) * (٢) المخبو سماه بالمصدر، وهو النبات للأرض، والمطر للسماء، وغيرهما مما خبأه الله تعالى من غيوبه، وقرئ * (الخب) * (٣) بتخفيف الهمزة بالحزف.
(خزا) * (أخزيته) * (٤) أهلكته وقيل باعدته من الخير من قوله تعالى * (لا يخزي الله النبي) * (٥) و * (مخزي الكافرين) * (٦) يهلكهم، ويقال: أخزاه الله، أي مقته.
(خسا) * (اخسؤا فيها) * (٧) أي ابعدوا وهو ابعاد بمكروه، و * (خاسئين) * (٨) باعدين ومبعدين، يقال: أخسأت الكلب وخسأ الكلب، و * (خاسئا وهو حسير) * (٩) مبعدا وهو كليل.
(خشا) الخشية: الخوف، قال تعالى: * (من خشية ربهم مشفقون) * (١٠) والخشية: الكراهة، قال تعالى: * <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/18/81" target="_blank" title="الكهف: 81">﴿فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا *﴾</a> (11) أي كرهنا وقيل خشينا علمنا، والخشية العلم ومنه قول جرير (12):
पृष्ठ 22
- ولقد خشيت بأن من تبع الهدى * سكن الجنان مع النبي محمد - (خطا) * (خاطئين) * (1) قال أبو عبيدة: خطئ، وأخطاء بمعنى واحد، وقال غيره: خطأ في الدين، والخطأ في كل شئ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غير عامد.
ويقال خطأ: تعمد، وأخطاء: لم يتعمد، و * (خطأ كبيرا) * (2) إثما عظيما، يقال: خطي إذا أثم، وأخطاء: إذا فاته الصواب، ويقال: ان الخطأ: العدول عن الصواب بعمد بخلاف أخطأ، فإنه العدول عن الصواب بسهو، فالخطأ: ما فيه إثم، والإخطاء:
ما لا إثم فيه. وخطأ الرجل خطأ: إذا أتى بالذنب متعمدا فهو خاطي بالهمز، قال تعالى * (لا يأكله إلا الخاطئون) * (3) و * (الخاطئة) * (4) مقدور الخطو ما بين قدمي الخاطي.
والخطوة: المرة من الخطو: واتبع خطواته ووطئ، على عقبه: في معنى اقتدى به واستن بسنته، و * (خطوات الشيطان) * (5) قيل أعماله، وقيل خطاياه (6) وقرئ بضم الطاء وسكونها.
(خفا) * (أخفيها) * (7) أسترها، أو أظهرها وهو من الأضداد، والخفية الاسم من الاستخفاء: قال تعالى: * (تضرعا وخفية) * (8) وقرئ بكسر الخاء، وخفى الشئ خفاء إذا استتر: قال تعالى: * (لا تخفى منكم خافية) * (9) وقرئ بالياء لأنه تأنيث غير حقيقي، وأخفى الشئ إذا كتمه، قال تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * (10).
(خلا) * (تخلت) * تففلت من الخلوة، وخلا الرجل إلى الرجل إذا اجتمعا
पृष्ठ 23