तफ़्सीर बयान सआदा
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
शैलियों
والخوف والحزن ضد الرجاء والسرور فى الذات وفى اللوازم والآثار. وجواب الاشكال بان التابع للهدى مؤمن والمؤمن لا يخلو من الخوف والرجاء وهما فيه ككفتى الميزان وكذلك الحزن من لوازم الايمان كما فى الاخبار فكيف ينفى عنه الخوف والحزن يستدعى ذكر مقدمات:
الاولى - ان الخوف يطلق تارة على المعنى الذى ذكر وتارة على معنى اعم مما ذكر ومن الخشية والهيبة والسطوة فان الانسان فى مقام الايمان التقليدى وهو أنزل مقامات النفس المؤمنة له خوف، واذا عرج الى مقام الايمان التحقيقى بوجدان آثار ما من الايمان فى نفسه وهو أعلى مقام النفس المؤمنة ومقام القاء السمع يتبدل خوفه بالخشية، واذا عرج الى مقام القلب وهو مقام الايمان الشهودى يتبدل خشيته بالهيبة، واذا عرج الى مقام الروح وهو مقام الايمان التحققى يتبدل هيبته بالسطوة، ولفظ الخوف قد يطلق على الجميع.
والثانية - ان تعليق الجزاء يقتضى اعتبار حيثية وصف الشرط فى التلازم.
والثالثة - ان المراد بالهدى هو النبى (ص) او وصيه (ع) او شأن من الله يظهر على نفس الانسان بواسطة البيعة مع أحدهما ومتابعته، او المراد بالهدى مثال احدهما يظهر على صدر الانسان بقوة متابعته لهما.
والرابعة ان التابع للنبى (ص) او وصيه (ع) اذا خلص متابعته له عن متابعة غيره يتمثل المتبوع عنده بحيث ينجذب التابع بتمام مداركه وقواه الى الصورة المتمثلة عنده ويأخذ ذلك المثال بمجامع قلبه ولا يدع مدخلا ولا مخرجا لغيره فلا يدع له ادراك الغير حتى يستشعر بالتضرر منه فيخاف او بفواته فيحزن؛ فعلى هذا معنى الآية { فمن تبع هداي } بحيث يتمثل الهادى عنده { فلا خوف } عليه ولا حزن من حيث انه تابع وان كان قد يخرج من تلك الحيثية فيدخله حينئذ خوف وحزن.
وقد عد الخوف والحزن من صفات النفس وهو خارج عن مقام النفس وهذا التمثل هو الذى قالته الصوفية من ان السالك ينبغى ان يجعل شيخه نصب عينيه بحيث لا يشتغل عنه بغيره ومقصودهم ان السالك ينبغى ان يتوغل فى الاتباع حتى يتمثل المتبوع عنده لا ان يتكلف ذلك من غير اتباع، فانه كفر وليس الا فى النار وقد قيل بالفارسية.
جمله دانسته كه اين هستى فخ است
ذكر وفكر اختيارى دوزخ است
فان الفكر فى لسانهم عبارة عن تمثل الشيخ عند السالك والمراد بالاختيارى هو الذى يتكلفه السالك ويتراءى ان الفكر الغير الاختيارى كالاختيارى اشتغال بالاسم وغفلة عن المسمى وهو كفر شبيه بالاشتغال بالصنم لكن هذا من جملة الظنون فان الصورة المتمثلة اذا كان بقوة المتابعة لا تكون الا مرآة لجمال الحق الاول تعالى ولا يكون فيها حيثية سوى كونها مرآة والمشتغل بها عابد للمسمى بايقاع الاسماء عليه لا محالة، لا انه عابد للاسم والمسمى او للاسم فقط فهو موحد حقيقى، وقد قالوا: ان ظهور القائم (ع) فى العالم الصغير عبارة عن التمثل المذكور لان كلما ذكروه فى ظهور القائم (ع) يحصل حينئذ فى العالم الصغير وقد نظم بالفارسية اشارة الى هذا التمثل:
كرد شهنشاه عشق در حرم دل ظهور
अज्ञात पृष्ठ