254

तफ़्सीर बयान सआदा

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

शैलियों

{ قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي } اما المراد بأخى هرون او المراد كل من كان منقادا له ومواخيا معه على ان يكون المفرد المضاف كالمعرف باللام للعموم، واخى فى موضع الرفع معطوفا على محل اسم ان او على المستتر فى لا املك وسوغه الفصل، او فى موضع النصب معطوفا على اسم ان، او على نفسى، او فى موضع الجر معطوفا على الياء مضاف اليها النفس من دون اعادة الجار على ضعف { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } قاله دعاء عليهم وتحسرا.

[5.26]

{ قال فإنها محرمة عليهم } عقوبة لهم فلا يدخلونها ولا يملكونها بسبب عصيانهم { أربعين سنة } ظرف لمحرمة او لقوله تعالى { يتيهون في الأرض } ومعنى يتيهون يتحيرون لا يرون طريقا للخروج { فلا تأس على القوم الفاسقين } كأنه كان نادما عن دعائه عليهم متحسرا لهم، عن الباقر (ع) عن رسول الله (ص)

" والذى نفسى بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطؤا طريقهم ولا تخطأكم سنة بنى اسرائيل "

ثم قال الباقر (ع): قال موسى (ع) لقومه: يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم، فردوا عليه وكانوا ستمائة الف فقالوا: يا موسى ان فيها قوما جبارين (الآيات)، قال فعصى اربعون الفا وسلم هرون وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يوفنا، فسماهم الله فاسقين فقال: لا تأس على القوم الفاسقين فتاهوا اربعين سنة لانهم عصوا وكانوا حذو النعل بالنعل ان رسول الله (ص) لما قبض لم يكن على امر الله الا على والحسن (ع) والحسين (ع) وسلمان (ره) والمقداد (ره) وابو ذر (ره) فمكثوا اربعين حتى قام على (ع) فقاتل من خالفه.

[5.27-30]

{ واتل عليهم نبأ ابني آدم } قابيل وهابيل { بالحق إذ قربا قربانا } اظهر كل منهما وعرض قربانا على الله، والقربان ما يتقرب به من ذبيحة او غيرها { فتقبل من أحدهما } لانه خرج من نفسه وهواها واتى بالقربان بأمر مولاه وعمد الى احسن ما عنده { ولم يتقبل من الآخر } لسخطه حكم الله وكون قربانه من قبل النفس وهواها واتيانه بأخس ما عنده وهو قابيل { قال } قابيل لهابيل { لأقتلنك } توعده بالقتل لفرط حسده عليه لقبول قربانه { قال إنما يتقبل الله من المتقين } لا من المعتدين المقدمين على قتل النفس المحترمة يعنى قبول القربان انما يحصل بالتقوى عن النفس وهواها لا بالحسد على الغير وقتله لتقواه { لئن بسطت إلي يدك لتقتلني مآ أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزآء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين } فى الدنيا والآخرة روى انه لما اراد قتله لم يدر كيف يقتله فجاء ابليس فعلمه ولم يدر بعد القتل ما يصنع به.

[5.31]

{ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض } نقل انه جاء غرابان فاقتتلا فقتل أحدهما الاخر فوارى جثة المقتول فى الارض { ليريه } اى الله او الغراب { كيف يواري سوءة أخيه } السوأة الفرج وما يستقبح وانما قال سوأة اخيه لان جثة المقتول يستقبح ويستقذر { قال ياويلتا } الالف بدل من ياء التكلم والويل حلول الشر او نفس الشر وبهاء الفضيحة وهو كلمة تفجع وندبة { أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين } ندم النفس الذى هو عقوبة وحسرة لا ندم العقل الذى هو منجاة وتوبة لقطعه مادة التوبة.

اعلم ان امثال حكاية خلق آدم (ع) وحواء (ع) واسكانهما جنة الدنيا ونهيهما من شجرة الحنطة او العنب او العنابه او الحسد او العلم او غير ذلك، ووسوسة الشيطان لهما واكلهما من الشجرة المنهية ونزع لباسهما عنهما وظهور سوأتهما وهبوطهما الى الارض، وافتراقهما سنين وحزنهما وبكاءهما على الفراق، ثم مواصلتهما وحمل حواء (ع) فى كل بطن غلاما وجارية، وتولد قابيل وتوأمته اقليما فى اول بطن، وتولد هابيل وتوأمته ليوذا فى بطن آخر، وامر الله لآدم (ع) ان ينكح من قابيل اخت هابيل ومن هابيل اخت قابيل، وحسد قابيل على هابيل لكون اخته اجمل من اخت هابيل، وعدم رضاه وامر آدم (ع) لهما ان يقربا قربانا وقبول قربان هابيل وعدم قبول قربان قابيل، واشتداد حسده على هابيل وقتله اياه؛ من مرموزات السابقين كما مر. وهكذا الحال فى حكاية سليمان (ع) وخاتمه وجلوس شيطان على كرسيه بعد سرقة خاتمة، وحكاية داود (ع) وتصور الشيطان له بصورة طير احسن ما يكون من الطيور، وكون داود (ع) فى الصلوة وقطعه الصلوة فى طلب الطير وصعود السطح واشرافه على دار اوريا وتعشقه بزوجته وكتابته لامير الجند أن يقدمه امام التابوت حتى يقتل، وحكاية هاروت وماروت ونزولهما الى الارض وتعشقهما بامرأة وابتلائهما بشرب الخمر وسجدة الوثن وقتل النفس، وغير ذلك مما فيها ما لا يوافق شأن الانبياء والملائكة فانهم ارادوا بها التنبيه على المعانى الغيبية المشهودة لهم الغائبة على الانظار، وكانت العوام تداولوها بنحو الاسمار ولم يدركوا منها سوى معانيها الظاهرة المدركة بالمدارك الحيوانية ونسبوا بذلك الى الانبياء والملائكة ما يقتضى عصمتهم تطهير ساحتهم عن امثالها؛ ولبطلانها بظواهرها وصحتها بمعانيها المقصودة للانبياء (ع) والحكماء (ره) فى اخبارنا انكارها وتعيير القائلين بها وتقريرها والتصديق بها من هاتين الجهتين.

अज्ञात पृष्ठ