176

तफ़्सीर बयान सआदा

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

शैलियों

{ ليس لك من الأمر شيء } جملة معترضة بين المتعاطفات وقطع لظن المؤمنين فى ان امر اهلاك المشركين او احياءهم بايمانهم منوط بمسئلة النبى (ص) { أو يتوب عليهم } الظاهر انه عطف على ما قبل قوله { ليس لك من الامر شيء } ويجوز ان يكون عطفا على الامر او على شيء بتقدير ان ويجوز ان يكون او بمعنى حتى بتقدير ان اى ليس لك من امرهم شيء حتى يتوب الله عليهم بمسئلتك، او يكون بمعنى الا بتقدير ان اى ليس لك من امرهم شيء الا ان يتوب الله عليهم فتسر بتوبته وعلى التقادير الاربعة فقوله ليس لك من الامر يكون منقطعا جوابا لسؤال مقدر { أو يعذبهم فإنهم ظالمون } نسب الى الباقر (ع) انه قرء { ان تتوب عليهم } او تعذبهم باظهار ان ولفظ الخطاب ونسب اليه ايضا انه قرء { ان يتب عليهم او يعذبهم } وعنه (ع) انه قرئ عنده { ليس لك من الامر شيء } قال بلى والله ان له من الامر شيئا وشيئا وليس حيث ذهبت ولكنى اخبرك ان الله تعالى لما اخبر نبيه (ص) ان يظهر ولاية على (ع) ففكر فى عداوة قومه له فيما فضله الله به عليهم فى جميع خصاله وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك فاخبر الله انه ليس له من هذا الامر شيء انما الامر فيه الى الله ان يصير عليا وصيه وولى الامر بعده فهذا عنى الله وكيف لا يكون له من الامر شيء وقد فوض الله اليه ان جعل ما احل فهو حلال وما حرم فهو حرام قوله تعالى

ومآ آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

[الحشر: 7]، وروى عنه (ع) ايضا ان رسول الله (ص) كان حريصا على ان يكون على (ع) من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما اراد فقال له: ليس لك من الامر شيء يا محمد (ص) فى على (ع) الامر الى فى على (ع) وفى غيره الم انزل عليك يا محمد (ص) فيما انزلت من كتابى اليك

الم*أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون

[العنكبوت: 1-2] قال ففوض رسول الله (ص) الامر اليه.

[3.129]

{ ولله } من حيث كونه فاعلا وغاية ومالكا { ما في السماوات وما في الأرض } بعد ما نفى كون الامر بيده اثبت مخلوقية الجميع ومملوكيتها ورجوعها اليه تعالى { يغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء } يعنى امر مغفرتهم وتعذيبهم بيده تعالى { والله غفور رحيم } ترجيح لجانب الغفران وردع له (ص) وللمؤمنين عن التبادر الى الدعاء واللعن عليهم وتغليب للرجاء على الخوف.

[3.130-131]

{ يآ أيها الذين آمنوا } ابتداء كلام لابداء حكم من احكام السياسات وانما صدره بالنداء ليجبر كلفة النهى عما هم عليه من الرباء بلذة النداء والخطاب { لا تأكلوا الربا } لا تأخذوها وقد شاع استعمال الأكل فى مطلق الاخذ والتصرف اما لان الأكل عمدة افراد التصرف او لان كل تصرف اكل لقوة من القوى { أضعافا } جمع الضعف بمعنى مثلى الشيء { مضاعفة } تأكيد للتضعيف والمعنى امثال ما عينتموه فى المدة الاولى او من شأنه ان يصير امثال اصل المال فى يسير زمان بتكرار الاجل وتكرار الزيادة كما كانوا فى السابق يربى الرجل منهم الى اجل ثم يزيد فيه زيادة اخرى وهكذا حتى يستوفى بالشيء اليسير فى الزمان القليل جميع مال المديون فهو نهى عن اقبح افراده او نهى عنه مطلقا ببيان قبحه الشأنى حتى يكون علة للنهى وليس تقييدا للنهى حتى يكون بمفهوم مخالفته منافيا لما سبق فى سورة البقرة من النهى عنه مطلقا ضمنا ولما يأتى فى سورة النساء من التصريح بالنهى عنه مطلقا { واتقوا الله } فى ارتكاب ما نهيتم عنه من الربا { لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين } بالتجنب عن مثل افعالهم من اكل الربا وغيره وقد سبق وجه تحريم الربا فى سورة البقرة عند قوله تعالى

وأحل الله البيع وحرم الربا

अज्ञात पृष्ठ