तफ़्सीर बयान सआदा
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
शैलियों
{ فكيف } حالهم تهويل لهم وتفخيم لعذابهم { إذا جمعناهم ليوم } فى يوم او لمجازاة يوم { لا ريب فيه } لا ينبغى الريب فيه روى ان اول راية ترفع يوم القيامة من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله على رؤس الاشهاد ثم يأمر بهم الى النار { ووفيت كل نفس ما كسبت } اديت اليها تمام ما كسبت على تجسم الاعمال او تمام جزاء ما كسبت { وهم لا يظلمون } بنقص ثواب او زيادة عقاب.
اعلم ان النفوس البشرية تكسب فعلية من الاعمال البدنية والرياضات النفسية وتلك الفعلية ليست كيفية عرضية كما يظن بل هى شأن جوهرى من شؤن النفس على ما حقق فى الفلسفة من الحركات الجوهرية وذلك الشأن ان يبق للنفس بعد رفع حجب الطبع بالموت الاختيارى او الاضطرارى يتمثل بصورة موافقة له مملوكة للنفس وهذا معنى تجسم الاعمال ويتفضل الله على صاحبها بمثل تلك الصورة او يضعف عذابها بمثلها على اختلاف الكسب وهذا احد وجوه الجنتين فى قوله تعالى:
ولمن خاف مقام ربه جنتان
[الرحمن: 46] واحد وجوه قوله لكل ضعف { ولكن لا تعلمون } والتوفية تأدية تمام ما ينبغى ان يؤدى وعلى هذا جاز ان يقال أعطاه الله نفس ما كسبت وان يقال أعطاه الله جزاء ما كسبت وحبط الاعمال ومحو السيئات عبارة عن بطلان تلك الفعلية وانمحاؤها عن صفحة النفس، وتبديل السيئات حسنات عبارة عن تسخير تلك الفعلية للعاقلة بعد ان كانت مسخرة للشيطان والعفو عن السيئات وغفرانها عبارة عن بقاء تلك الفعلية مع سترها عن الانظار وعدم تمثلها وعدم ظهورها بصورة مناسبة لها.
[3.26]
{ قل اللهم } اصله يا الله حذف اداة النداء واتى بالميم المشددة فى الآخر عوضا عنها تعظيما لاسمه الشريف ان يؤتى بصورة النداء وتفخيما للفظه واشعارا باشتداد المحبة فان شدة الحب كشدة الغضب تقتضى التشديد فى اللفظ وقيل اصله يا الله ام بخير فخفف بحذف حرف النداء وهمز القطع وعدم التفوه بهذا الاصل وعدم اجتماع الميم مع حرف النداء دليل الاول { مالك الملك } صفة اللهم او منادى بحذف حرف النداء والاتيان به قبل الحكم للبراعة، وليكون مشعرا بعلة الحكم، والمراد بالملك عالم الملك المقابل للملكوت ويقال لعالم الطبع عالم الملك لانه ليس فيه الا حيثية المملوكية بخلاف الملكوت والجبروت لان فيهما حيثية المالكية اظهر من حيثية المملوكية والملك بتثليث الميم وبالفتحتين وبالضمتين ما تملكه وتستبد بالتصرف فيه، او المراد به مطلق عالم الامكان من الملك والملكوت والجبروت، او مطلق مراتب العالم الصغير والكبير حتى يشمل ملك القلوب ودولة الرسالة والنبوة وخلافتهما { تؤتي الملك } حال او مستأنف جواب لسؤال مقدر او مستأنف للمدح والمراد بالملك الثانى اما عين الاول كما هو المتبادر من تكرار المعرفة، او المراد به بعض معانى الاول { من تشآء } ان تؤتيه من غير مانع وعجز { وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء } اعزازه والعزة هاهنا مقابل الذلة والمراد به اما عز الملك فيكون تأكيدا لمفهوم الاول، او غير العزة اللازمة للملك فيكون تأسيسا { وتذل من تشآء بيدك } لا بيد غيرك جنس { الخير } او جميع انواعه وافراده وهذه الجملة حال او مستأنف جوابا لسؤال مقدر او لمدح وتخصيص الخير بالذكر اما لكون المقام للترغيب فيما عنده والمناسب له ذكر الخير، او لان الشر عدمى راجع الى العدم والعدم لا شيء محض لا يجرى عليه حكم الشيء { إنك على كل شيء قدير } تعميم بعد تخصيص والجملة كالجمل السابقة فى الاعراب.
[3.27]
{ تولج الليل في النهار } وهذه كالجمل السابقة فى الاعراب والمراد بايلاج الليل فى النهار ايلاج بعضه بنقصان الليل والزيادة فى النهار، او المراد تعقيبه للنهار فيكون المراد ايلاج الليل مكان النهار ولا اختصاص لليل بليل الزمان بل يشمله ويشمل عالم الارواح الخبيثة وعالم الطبع ومادة الانسان وطبيعته ومرضه وغمه وألمه ورذائله وكفره وجهله، وذكر هذه بعد تعميم القدرة للاشارة الى صعوبتها كأنها معدودة من الممتنعات الغير المقدور عليها فانها جمع بين الاضداد { وتولج النهار في الليل } هذه تعلم بالمقايسة { وتخرج الحي من الميت } الحيوان من الجماد، او المؤمن من الكافر، او العالم من الجاهل، او النفس الانسانية من النفس الحيوانية، او النفس الحية من الطبع الميت، او الباقى من الفانى، فان فناء الانسان موت حقيقى له وبقاءه بعد الفناء حياة حقيقية بحياة الله تعالى، او المراد تميز الحى من الميت بالمعانى السابقة { وتخرج الميت من الحي } تعلم هذه بالمقايسة { وترزق من تشآء بغير حساب } ذكر هذه بعد تعميم القدرة لاقتضاء مقام الترغيب فيما عنده التكرير والتأكيد بامثاله.
[3.28]
{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء } اى اولياء المودة او اولياء التصرف { من دون المؤمنين } قد مضى بيان معنى من دون فى اول البقرة عند قوله
अज्ञात पृष्ठ