[الطلاق: 1] فتخاطب الأمة في شخص نبيها الكريم باعتباره الإمام والقائد. ووضع الاسم الجليل موضع الضمير (أن الله) و(من دون الله) لتربية الروعة والمهابة في نفوس المؤمنين، والإشعار بأن شمول القدرة من مظاهر الألوهية والعظمة الربانية، وكذا الحال في قوله جل وعلا { ألم تعلم أن الله له ملك السموت والأرض }.
قال العلامة أبو السعود: والمعنى: ألم تعلم أن الله له السلطان القاهر، والاستيلاء الباهر، المستلزمان للقدرة التامة على التصرف الكلي فيهما إيجادا وإعداما، وأمرا ونهيا، حسبما تقتضيه مشيئته، لا معارض لأمره، ولا معقب لحكمه.
اللطيفة الخامسة: قوله تعالى: { وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير } معنى { دون الله } أي سوى الله كما قال أمية بن أبي الصلت:
يا نفس مالك دون الله من واق
وما على حدثان الدهر من باق
قال في " الفتوحات الإلهية ": " وقوله: { من ولي ولا نصير } أتى بصيغة فعيل في { ولي } و { نصير } لأنها أبلغ من فاعل والفرق بين الولي والنصير، أن الولي قد يضعف عن النصرة، والنصير قد يكون أجنبيا عن المنصور، فبينهما عموم وخصوص من وجه ".
اللطيفة السادسة: قوله تعالى: { فقد ضل سوآء السبيل } السواء: هو الوسط من كل شيء، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي الطريق المستوي يعني المعتدل، ومعنى (ضل) أي أخطأ، وفي هذا التعبير نهاية التبكيت والتشنيع لمن ظهر له الحق فعدل عنه إلى الباطل، وأنه كمن كان على وضح الطريق فتاه فيه.
الأحكام الشرعية
الحكم الأول: هل النسخ جائز في الشرائع السماوية؟
قال الإمام الفخر: النسخ عندنا جائز عقلا، واقع سمعا، خلافا لليهود، فإن منهم من أنكره عقلا ومنهم من جوزه عقلا، لكن منع منه سمعا، ويروى عن بعض المسلمين إنكار النسخ.
अज्ञात पृष्ठ