तफ़सीर आयत अह्काम

मुहम्मद अली सबूनी d. 1450 AH
19

तफ़सीर आयत अह्काम

تفسير آيات الأحكام

शैलियों

وسقاهم ربهم شرابا طهورا

[الإنسان: 21] ثم قال:

إن هذا كان لكم جزآء

[الإنسان: 22] وقد يكون الإلتفات من (الخطاب) إلى (الغيبة) كما في قوله تعالى:

هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة

[يونس: 22] فقد كان الكلام مع المخاطبين، ثم جاء بضمير الغيبة على طريق الإلتفات.

قال أبو حيان في " البحر ": " ونظير هذا أن تذكر شخصا متصفا بأوصاف جليلة، مخبرا عنه إخبار الغائب، ويكون ذلك الشخص حاضرا معك، فتقول له: إياك أقصد، فيكون في هذا الخطاب من التلطف على بلوغ المقصود، ما لا يكون في لفظ (إياه) ".

اللطيفة التاسعة: وردت الصيغة بلفظ الجمع في الجملتين { نعبد } و { نستعين } ولم يقل: (إياك أعبد وإياك أستعين) وذلك لنكتة لطيفة، هي اعتراف العبد بقصوره عن الوقوف في باب ملك الملوك جل وعلا، وطلبه الاستعانة والهداية مفردا دون سائر العباد، فكأنه يقول: يا رب أنا عبد حقير، ذليل، لا يليق بي أن أقف هذا الموقف في مناجاتك بمفردي، بل أنا أنضم إلى سلك الموحدين، وأدعوك معهم، فتقبل دعائي معهم، فنحن جميعا نعبدك ونستعين بك.

وتقديم المفعول على الفعل { إياك نعبد } و { إياك نستعين } يفيد القصر والتخصيص كما في قوله:

وإيي فارهبون

अज्ञात पृष्ठ