Tafsir and the Exegetes
التفسير والمفسرون
प्रकाशक
مكتبة وهبة
प्रकाशक स्थान
القاهرة
शैलियों
وجعل الفصل الثالث: فى بيان ما يظهر من الأخبار من أن الله سبحانه قد يريد بخطابه فى كتابه بحسب التأويل والبطن مخاطبًا غير مَن يَفهم من الظاهر كون الخطاب متوجهًا إليه، وكان ذلك فى أثناء الخطاب وبين الخطاب مع المخاطب المفهوم من الظاهر وفى آية واحدة، وذلك كما ورد فى خبر جابر من قوله ﵇: "إن الآية لتكون أولها فى شئ وآخرها فى شئ"، وما ورد فى الكافى وفى تفسير العياشى عن عبد الله بن بكير عن أبى عبد الله قال: نزل القرآن بـ إياكِ أعنى واسمعى يا جارة"، وفيهما أيضًا عن أبى عمير عمن حدَّثه عن أبى عبد الله قال: "ما خاطب الله به فهو يعنى به مَن قد مضى ذكره فى القرآن مثل قوله: ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٧٤] عَنِىَ بذلك غيره. قال بعض المحدثين: لعل المراد مَن مضى ذكره فى القرآن من الذين أسقط أسماءهم الملحدون فى آيات ... قال: وفى كنز الفوائد عن الأعمش قال: سمعت عطاء بن أبى رباح يقول: سُئل رسول الله ﷺ عن قول الله ﷿: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [ق: ٢٤] فقال رسول الله ﷺ: "أنا وعلىّ نُلْقِى فى جهنم كل من عادانا" ... . (الخبر) (ص ٣٧) .
وجعل الفصل الرابع: فى بيان ما يظهر من الأخبار من أن الضمير فى القرآن قد يكون بحسب التأويل راجعًا إلى شئ ليس بمذكور صريحًا، بل مقصود بحسب الباطن ومعهود تأويلًا، كالضمائر التى ورد رجوعها إلى الولاية أو إلى أمير المؤمنين ﵇ أو نحو ذلك، بلا سبق ذكر ظاهرًا. ثم ذكر ما ورد من الأخبار فى ذلك، منها: ما رواه الكلينى عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله ﵇ عن قول الله ﷿: ﴿قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذآ أَوْ بَدِّلْهُ﴾ [يونس: ١٥] .. قال: قالوا: أو بَدِّل عليًا.. وما ورد فى كنز الفوائد للكراكجى من تأويل أهل البيت فى حديث أحمد بن إبراهيم عنهم ﵈ قالوا: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ [الواقعة: ٨٢]: أى أن شكر النعمة التى رزقكم وما مَنَّ عليكم بمحمد وآله ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ أى بوصيه ﴿فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ﴾ إلى وصيه علىّ ﵇ يبشر وليه بالجنَّة: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ﴾: يعنى أقرب إلى أمير المؤمنين علىّ منكم ﴿ولاكن لاَّ تُبْصِرُونَ﴾ .. أى لا تعرفون.
ومنها ما ورد فى تفسير القُمِّى عن أبى الشمال عن أبى جعفر ﵇ فى قوله تعالى فى سورة المدثر: ﴿إِنَّهَا لإِحْدَى الكبر * نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٥-٣٦] قال: يعنى فاطمة، وكذا قال فى سائر الضمائر التى فى السورة (ص ٣٨) .
وجعل الفصل الخامس: فى بيان ما يدل على أنه لا استبعاد فى أن يحمل ما عبر
2 / 50