- 5 - تفسير ألفاظ تجري بين المتكلمين في الأصول
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير ألفاظ تجري بين المتكلمين في الأصول ( 1 )
1 - اللفظ : هو كل ما حرك به اللسان يراد به الكلام قال الله تعالى : { ما
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } ( ق : 18 ) وحده على الحقيقة هواء مندفع من الشفتين والأضراس والحنك والحلق والرئة .
2 - الخلاف : في أي شيء كان هو
أن يأخذ الإنسان مسلكا من القول أو الفعل ويأخذ غيره مسلكا آخر وهو التنازع ، قال الله عز وجل : { ولا تنازعوا فتفشلوا } ( الأنفال : 46 ) وقال تعالى : { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } ( النساء : 82 ) وهو التفرق ، قال تعالى : { ولا تفرقوا } ( آل عمران : 103 ) .
3 - الإجماع: في اللغة هو ما اتفق عليه اثنان فصاعدا ، وهو الاتفاق ، وهو حينئذ مضاف
إلى من أجمع عليه . وأما الذي تقوم به الحجة في الشريعة فهو ما نتيقن أن جميع الصحابة رضي الله عنهم دانوا به عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وأما [ ما ] لم يكن إجماعا في الشريعة فهو ما اختلفوا فيه باجتهادهم وسكت بعضهم عن الكلام فيه .
4 - السنة : هي الشريعة نفسها ، وهي في أصل اللغة وجه الشيء ،
وأقسامها في الشريعة فرض أو ندب أو تحريم أو كراهة أو إباحة ، كل ذلك قد سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى .
पृष्ठ 409
5 - البدعة
: كل ما قيل أو فعل مما ليس له أصل في ما نسب إليه ، وهو في الدين كل ما لم يأت [ في القرآن ولا ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا منها ما يؤجر عليه صاحبه ويعذر فيما قصد به الخير ، ومنها ما يؤجر عليه صاحبه جملة ويكون حسنا كما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : ' نعمت البدعة هذه ' ، ومنها ما يكون مذموما ولا يعذر صاحبه وهو ما قامت الحجة على فساده فتمادى عليه القائل به .
6 - الكناية : هو لفظ يقام مقام الاسم كالضمائر المعهودة في
اللغات وكالتعريض بما يفهم منه المراد وإن لم يصرح بالاسم ومنه قيل للكنية كنية .
7 - الإشارة : تكون باللفظ وتكون ببعض الجوارح ، وهي تنبيه على
المشار إليه أو تنبيه له .
8 - المجاز : في اللغة هو ما سلكت عليه من مكان
إلى آخر ، كما يقال هذا المجاز من مكان كذا إلى مكان كذا ، ثم استعمل فيما نقل عن موضوعه في اللغة إلى معنى آخر ، وذلك لا يعلم إلا بدليل من اتفاق أو مشاهدة ؛ وهو في الدين كل ما نقله الله تعالى أو رسوله عليه السلام عن موضوعه في اللغة ، ولا يقبل من أحد في شيء من النصوص أنها مجاز إلا ببرهان يأتي به من نص آخر أو إجماع متيقن أو ضرورة حس ، وهو حينئذ حقيقة لأن التسمية لله تعالى فإذا سمى شيئا ما باسم ما فهو اسم ذلك الشيء على الحقيقة في ذلك المكان ، وليس ذلك لغيره تعالى في الدين ، قال تعالى : { إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } ( النجم : 23 ) .
9 - التشبيه : هو أن يشبه شيء بشيء في بعض صفاته ، وهذا لا يوجب حكما في
الدين أصلا ، وهو أصل القياس ، لأن كل ما في العالم دون الله عز وجل فمشبه بعضه لبعض من وجه أو وجوه ومخالف له أيضا من وجه من الوجوه وهو التمثيل .
10 - والمتشابه في القرآن هو الذي نهينا عن اتباع تأويله وعن طلبه وأمرنا
بالإيمان به جملة وليس هو شيئا غير الأقسام التي في السور والحروف المقطعة التي في أوائلها وكل ما عدا هذا من القرآن فمحكم .
पृष्ठ 410
11 - المفصل: هو ما بينت أقسامه ، وهو في أصل اللغة ما فرق بعضه عن بعض ، تقول فصلت
اللحم ونحو ذلك .
12 - دليل الخطاب : معناه ضد القياس وهو أن يحكم للمسكوت
بخلاف حكم المنصوص عليه .
13 - الشريعة : هو ما شرعه الله تعالى على لسان
نبيه صلى الله عليه وسلم في الديانات أو على ألسنة أنبيائه عليهم السلام ، والحكم منها للناسخ ، وأصلها في اللغة الموضع الذي يتمكن فيه ورود الماء للراكب الشارب من النهر ، قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا } ( الشورى : 13 ) . وقال امرؤ القيس :
ولما رأت أن الشريعة همها
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج
يفيء عليها الظل عرمضها طامي
14 - اللغة : ألفاظ يعبر بها عن المسميات والمعاني المراد
إفهامها ، ولكل أمة لغتهم ، قال عز وجل : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } ( إبراهيم : 4 ) ولا خلاف في أنه أراد اللغة .
15 - الاستنباط : إخراج الشيء المغيب من شيء آخر كان فيه ، وهو في الدين إن كان
منصوصا على معناه فهو حق ، وإن كان غير منصوص على معناه فهو باطل .
16 - الحكم : هو إمضاء قضية في شيء ما ، وهو في الدين تحريم أو إيجاب أو إباحة
على ما قدمنا .
17 - الإيمان : أصله في اللغة التصديق بالقلب بكل ما أمر
الله تعالى أن نصدق به ، والنطق بذلك باللسان واستعمل الجوارح في جميع الطاعات ، برهان ذلك أن جميع أهل الإيمان مكذبون بأشياء مصدقون بأشياء ، وقد أطلق عليهم في الدين اسم الإيمان ، وهكذا مطلقا دون إضافة ، ولا خلاف في أنه لا يحل أن يطلق عليهم اسم التكذيب بلا إضافة .
18 - الكفر : أصله في
اللغة التغطية ، قال تعالى : { أعجب الكفار نباته }
पृष्ठ 411
( الحديد : 20 ) . وقال الشاعر : ألقت ذكاء يمينها في كافر . . . يريد الليل لأنه يغطي كل شيء . وهو في الدين [ صفة ] من جحد ما افترض الله عز وجل الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق نحوه بقلبه أو بلسانه أو عمل عملا جاء النص بأنه مخرج له عن اسم الإيمان على ما قد بينا في غير هذا الموضع ، وبرهان ذلك أن جميع من يطلق عليه اسم الكفر فإنه مصدق بأشياء مكذب بأشياء ولا يجوز بلا خلاف أن يطلق عليهم اسم الإيمان بلا إضافة .
19 - الشرك : هو في اللغة
أن تجمع شيئا إلى شيء فتشرك بينهما ، وهو في الدين معنى الكفر سواء سواء لما قد بيناه في غير هذا المكان ، والتسمية لله تعالى لا لغيره .
20 -الإلزام : هو أن يحكم على الإنسان بحكم ما فإما واجب وإما غير واجب .
21 -العقل : هو استعمال الطاعات والفضائل ، وهو غير التمييز ، لأنه استعمال ما
أوجب التمييز فضله ، فكل عاقل فهو مميز ، وليس كل مميز عاقلا ، وهو في اللغة المنع تقول : عقلت البعير أعقله عقلا ، وقد يستعمل أيضا في اللغة بمعنى الفهم ، تقول : عقلت عنك أعقل عقلا ، وأهل الزمان يستعملونه في من وافق أهواءهم ، والحق من ذلك هو ما قاله الله عز وجل ، قال تعالى : { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } ( يونس : 100 ) يريد الذين يعصونه ولا يطيعونه . وأما فقد التمييز فهو الجهل أو الجنون على حسب الحال .
22 - الفوز : هو
ما استعمل بلا مهلة .
23 - والتراخي : هو ما أخر وترك تعجيله ، وحكم أوامر
الله تعالى كلها الفور ، إلا أن يأتي نص أو إجماع بإباحة التراخي في شيء منها فيوقف عنده .
24 - الاحتياط : هو التورع نفسه ، وهو اجتناب ما تتقي
أنه لا يجوز ، وإن لم يصح ذلك ، أو اتقاء ما غيره خير منه عند ذلك المحتاط ، وليس بواجب في شيء من الدين ولكنه حسن ولا يحل أن يقضى به على أحد ولا أن يلزم أحد ولكن يندب إليه فقط .
पृष्ठ 412
25 - والحد ( 1 ) : هو ذكر صفات
المحدود الذاتية الجوهرية ، وهي تنبىء عن طبيعته وتميزه .
26 - والرسم ( 2
) : ذكر صفاته الغيرية العرضية ، وهي تميزه فقط .
27 - والعلم : تيقن الشيء
على ما هو عليه عن برهان أولي ، أو راجع إلى أولي ، أو عن اتباع صادق قام البرهان على صدقه ، وعلم الباري تعالى ليس محدودا إذ ليس [ هو ] غيره تعالى ( 3 ) .
28 - والاعتقاد : استقرار حكم ما في النفس ، وقد يكون حقا ويكون
باطلا ، والعلم لا يكون إلا حقا أبدا .
29 - والبرهان : كل قضية أو قضايا
دلت على حقيقة حكم ما .
30 - والدليل : ما استدل به ، وقد يكون برهانا ،
وقد يقع اسما لكل شيء دلك على معنى كرجل دلك على طريق ونحو ذلك .
31 - والحجة : هي الدليل نفسه ، وقد تكون برهانا أو إقناعا أو شغبا .
32 - والدال : هو المعرف بحقيقة الشيء ، وقد يكون إنسانا معلما ، وقد يعبر به عن
الباري تعالى الذي علمنا كل ما نعلم ؛ وقد يسمى الدليل دالا والدال دليلا في لغة العرب .
33 - والاستدلال : طلب الدليل من قبل معارف العقل ونتائجه ،
أو من قبل معلم .
34 - والدلالة : وقد تضاف إلى الدليل أيضا .
35 - والإقناع : قضية أو قضايا أنست النفس بحكم شيء ما دون أن توقفها على
पृष्ठ 413
حقيقة حجة ولم يقم برهان بابطاله .
36 - والشغب : تمويه بحجة باطل .
37 - والتقليد : قبول قول كل من لم يقم على قبول قوله برهان .
38 - والإلهام : شيء يقع في النفوس بلا دليل ولا استدلال ولا إقناع ولا تقليد .
39 - والنبوة : اختصاص الله عز وجل من شاء من الناس بالانباء بما ليس في
قوة نوعه أن يعرفوه حتى يعرفوا به ، وليس ذلك لأحد بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم أنبيائه عليهم السلام .
40 - والرسالة : زيادة معنى
على النبوة ، وهو أن يأمر الله تعالى النبي بانذار غيره والتبليغ إليهم .
41 - والبيان : كون الشيء في ذاته ممكنا أن يعرف بحقيقة من أراد علمه
42 - والتبين والإبانة : فعل المبين وهو إخراجه للمعنى من الاشكال إلى إمكان
الفهم بحقيقة ، والتبين فعل نفس المتبين للشيء في فهمها إياه ، وهو الاستبانة أيضا ، والمبين هو الدال نفسه .
43 - والصدق : هو الإخبار عن
الشيء بما هو عليه أو بما يكون عليه إذا كان شيئا .
44 - والحق : هو كون
الشيء صحيح الوجود وكون الخبر صدقا .
45 - والباطل : ما ليس حق .
46 - والكذب : هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه ، أو ما يكون عليه ، إذا
كان شيئا .
47 - والأصل : ما أدرك بأول العقل والحواس .
48 - والفرع : كل
ما عرف بمقدمة راجعة إلى ذلك من قرب أو بعد ، وقد يكون ذلك الفرع أصلا لما انتج منه .
पृष्ठ 414
49 - والنص : هو اللفظ الوارد في القرآن والسنة
مبينا لأحكام الأشياء ومراتبها ، وهو الظاهر ، وهو ما يقتضيه اللفظ في اللغة المنطوق بها ، وقد يسمى ما يتكلم به المتكلم نصا إذ هو نص على مراده وإخبار عنه .
50 - والتأويل : إخراج اللفظ عن مقتضاه في اللغة ، فإن كان
بدليل قبل وإلا فلا .
51 - والعموم : حمل اللفظ على كل ما اقتضاه في اللغة
، والفرق بين العموم والظاهر أن العموم لا يقع إلا على معنيين أو شخصين فصاعدا ، والظاهر قد يقع على واحد ، فكل عموم ظاهر وليس كل ظاهر عموما .
52 - والخصوص : حمل اللفظ على بعض ما يقتضيه اللفظ في اللغة ، فإن كان بدليل
قبل وإلا فلا .
53 - والمجمل : لفظ يقتضي تفسيرا يؤخذ من لفظ آخر .
54 - والمفسر : لفظ يفهم منه معنى المجمل .
55 - والأمر : إلزام المأمور عملا ما
.
56 - والنهي : إلزام المنهي ترك عمل ما .
57 - والفرض والواجب واللازم
والحتم : أسماء مترادفة تقع بمعنى واحد على كل ما استحق تاركه اللوم ، واسم المعصية والحرام والمحضور والذي لا يجوز والممنوع عبارات مترادفة أيضا تقع بمعنى واحد على ما استحق فاعله اللوم .
58 - واسم المعصية والطاعة : التزام
المأمور لما أمر به والانتهاء عما نهي عنه .
59 - والندب : حض على فعل شيء
ما وترغيب فيه من غير إيجاب للفعل ، ومن المستحسن والمستحب والاختيار والائتساء ، وذلك في أفعال الخير كلها .
60 - والكراهة : حض على ترك شيء ما
من غير إيجاب للترك .
61 - والإباحة : وهي الحلال واسطة بين هذين ، وهو ما
ليس محضوضا على تركه ولا على فعله كسائر الحركات كلها .
पृष्ठ 415
62 - والقياس : عندهم حكم لشيء ما بحكم شيء آخر ، لاجتماعه معه واشتباهه به في
صفة ما لم ينص عليها .
63 - والنية : قصد إلى العمل بإرادة النفس له واعتقاد النفس ما استيقن فيها .
64 - والشرط : تعليق حكم ما بوجود حكم آخر ورفعه برفعه .
65 - والتفسير والشرح : هما التبيين .
66 - والنسخ : ورود مر بخلاف أمر كان قبله ينقضي به أمد الأول .
67 - والاستثناء : ورود لفظ أو بيان بفعل يقتضي إخراج بعض ما اقتضاه لفظ آخر .
68 - والجدل والجدال : إخبار كل واحد من المختلفين بحجته أو بما يقدر أنه حجته .
69 - والاجتهاد : بلوغ الجهد في طلب الحق وإجهاد النفس في تفتيشه في مواضع طلبه .
70 - والرأي : ما طنته النفس صوابا دون برهان .
71 - والاستحسان : ما اشتهته النفس ووافقها .
72 - والصواب : إصابة الحق .
73 - والخطأ : العدول عنه بغير قصد إلى ذلك .
74 - والعناد : القصد إلى مخالفة الحق .
75 - والجهل : مغيب [ حقيقة ] العلم عن النفس .
76 - والطبيعة : صفات في الشيء موجودة
يوجد بها على ما هو عليه ولا تعدم منه إلا بفساده وسقوط ذلك الاسم عنه .
تم تفسير الألفاظ بحمد الله تعالى وعونه |
पृष्ठ 416