81

Tafsir Al-Uthaymeen: Ya-Sin

تفسير العثيمين: يس

प्रकाशक

دار الثريا للنشر

शैलियों

بما جرى، ﴿لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا﴾ أي لا تنفعني بشيء، والشفاعة في الأصل هي: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. فهذه الأصنام التي تعبد من دون الله يدعي عابدوها أنهم إنما عبدوها لتقربهم إلى الله كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (^١) إذًا فهم يدعون أنهم يعبدونها لتشفع لهم، وهل هذا الوهم أو هذا الظن صحيح؟ الجواب: لا، لأنهم عبدوها ولم يتخذوها وسيلة، بل جعلوها غاية، ولهذا لا يخطر في قلوبهم حين التعبد لها إلَّا التعظيم لهذه الأصنام وينسون الخالق ﷿، ﴿وَلَا يُنْقِذُونِ﴾ أَي من الهلكة، أو الضر الذي أراده الله تعالى بهم. الفوائد: ١ - بيان الإنكار والتسفيه والتوبيخ للذين يتخذون مع الله آلهة، لأن المراد من الاستفهام: الإنكار والتسفيه والتوبيخ لهؤلاء. ٢ - ومن فوائدها: أنَّه ينبغي قرن الحكم بالتعليل لأنه قال: ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ ...﴾ إلى آخره، فهذه الآلهة لا تنفع، ولا تضر، ولا تدفع، فهي لا تنفع من عبدها، ولا تضر من عدل عنها، ولا تدفع عن عابديها ضرر الغير، يقول ﷿: ﴿إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا﴾ فهم لا يستطيعون دفع ضرر الغير، وهم - أي الآلهة - لا ينفعون عابديهم، ولا يضرون من عدل عن عبادتهم فهي قاصرة بنفسها لا

(^١) سورة الزمر، الآية: ٣.

1 / 82