173

Tafsir Al-Uthaymeen: Surah Fussilat

تفسير العثيمين: فصلت

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآية (٣٣)
* * *
* قال اللهُ ﷿: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: ٣٣].
* * *
هذه ثَلاثةُ أوصافٍ إذا اتَّصَفَ بها الإنسانُ، فلا أَحسَنَ من قولِهِ.
يَقولُ المُفسِّرُ ﵀: [﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا﴾ أي: لا أَحَدَ أَحسنُ قَولًا] تَفسيرُ المفسِّر بهذه الجُملَةِ يُفيدُ أنَّ (مَن) اسمُ استفهامٍ، لكنَّها بمَعنى النَّفيِ (من أحسن) يعني: لا أحَدَ أحسنُ.
وإذا جاء الاستِفهامُ بمَعنى النَّفيِ فإنَّه مُشْرَبٌ معنى التَّحدِّي، أيُّهما أَبلغُ: أن تَقولَ لا أحدَ أحسنُ قولًا ممَّن دعا إلى اللهِ، أو أن تَقولَ: مَن أحسنُ؟ الثَّاني أَبلغُ؛ لأنَّ الثَّاني يَتضمَّنُ النَّفيَ ويَتضمَّنُ التَّحدِّي كأنَّه يَقولُ: ائتني ببيِّنَةٍ على أنَّ هُناك أحدًا أَحسنَ مِمَّن دعا إلى اللهِ، فكُلُّ استِفهامٍ جاء بمَعنى النَّفيِ فإنَّه مُشرَبٌ مَعنى التَّحدِّي؛ لأنَّك إذا قُلت: مَن كذا؟ يَعني: مَعناها أتَحدَّاك أن تَأتيَ لي بشَيءٍ سِوى ذلك.
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ﴾ أَشَدُّ نفيًّا مِن قولِ: لا أَحَدَ أحسنُ، وذلك لأنَّها جُملَةٌ استِفهاميَّةٌ مُشرَبةٌ مَعنى التَّحدِّي.
﴿أَحْسَنُ﴾ هذه خَبرُ مُبتدإٍ، و(مَن) هو المُبتَدَأُ و﴿قَوْلًا﴾ تَمييزٌ؛ لأنَّه كُلَّما جاءَك اسمٌ مَنصوبٌ بَعدَ اسمِ التَّفضيلِ فإنَّه تَمييزٌ له.

1 / 177