135

Tafsir Al-'Uthaymeen: Faatir

تفسير العثيمين: فاطر

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآية (١٧)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [فاطر: ١٧].
* * *
قَوْله تعالى: ﴿وَمَا﴾ هنا حجازِيَّة لتمامِ شُرُوط عَمَلِها؛ لأنَّ اسمها (ذا)، وخَبَرها (عزيز)، لكن دَخَل على خَبَرِها الباءُ الزَّائِدَةُ في الإِعْراب وَقَوْله تعالى: ﴿وَمَا ذَلِكَ﴾ أي: إِذْهابُكم والإتيانُ بِخَلْقٍ جديدٍ.
قَوْله تعالى: ﴿عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾: ﴿عَلَى اللَّهِ﴾ مُتَعَلِّقٌ بـ (عزيز) مُقَدَّم عليه.
وَقَوْله تعالى: ﴿بِعَزِيزٍ﴾ قال المُفَسِّر ﵀: [شديدٍ] والصَّوابُ عزيزٌ؛ بمَعْنى: مُمْتَنِعٌ؛ لأن (عَزَّ) تأتي بمَعْنى (امتنع) كما سبق، وتأتي بمَعْنى (غَلَبَ) وتأتي بمَعْنى (قَهَرَ)، وغلب وقهر معناهما واحِدٌ، تأتي بمَعْنى العِزَّةِ؛ أي: القَدْر، وهنا ﴿بِعَزِيزٍ﴾ أي: بِمُمْتَنِع، والمُفَسِّر ﵀ قال: [شديدٌ]؛ لأنَّ الشَّديدَ في حَدِّ ذاته مُمْتَنِع؛ لقُوَّتِه وصلابَتِه، إذا لم يكن عزيزًا على الله فهو سَهْل.
فنقول: إن هذه الصِّفَة من الصِّفاتِ السَّلْبِيَّة التي نَصِفُ اللهَ تعالى بها مع إثباتِ كمالِ ضِدِّها، فنقول: ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ لكَمالِ سُهُولَتِه عليه، فهو أمرٌ هَيِّنٌ عليه ﷾؛ أن يُذْهِبَ هؤلاء ويأتِيَ بغيرهم، قال الله ﵎: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [مُحَمَّد: ٣٨].

1 / 139