Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar
تفسير العثيمين: الزمر
प्रकाशक
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٦ هـ
प्रकाशक स्थान
المملكة العربية السعودية
शैलियों
يقول ﵀: [بَقِيَّة أَجَلِك ﴿إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾] الجملة هذه مؤكَّدة بـ (إنَّ) يعني: ومهما تَمَتَّعْتَ فمآلُكَ إلى النار ﴿إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ وأصحاب النار إنما تُطْلَقُ على الذين يُخَلَّدون فيها، فالمؤمِنُ العاصي وإن كان يَسْتَحِقُّ العذابَ بالنار، فإنه لا يُسَمَّى من أصحابِ النار؛ لأنَّ الأصل في الصُّحْبَة: طولُ المُلازَمَة، هذا الأصْلُ في الصحبة؛ طولُ المُلازَمَة، إلا في مسألة واحدة هي الصَّحابة مع الرَّسول ﷺ، فلو اجْتَمَع بالرَّسول ﷺ مُؤْمنًا به ولو لَحْظَةً صار من أصحابه.
يقول تعالى: ﴿النَّارِ﴾ هي الدار التي أعدها الله ﷿ للكافرينَ، وقد بيَّن الله تعالى في الكتاب، وبَيَّن رسولُه ﷺ في السُّنَّة ما فيها من أنواع العذاب؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ٥٦].
وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ﴾ [الدخان: ٤٣ - ٤٨].
أعوذ بالله! يُصَبُّ فوق رأسه من عذاب الحَميمِ؛ الماءِ الحارِّ الشَّديدِ الحَرارَةِ ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان: ٤٩] وهذا من باب التَّهَكُّم به؛ ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾. يعني: وأين عِزَّتُكَ وأين كَرَمُك في الدنيا؟! يرى نَفْسَه سيِّدًا شريفًا، ولكنه في الآخرة يُهانُ إلى هذه الإهانَةِ.
المهم: أنَّ أَنْواعَ العذابِ في النار شيء - والعياذ بالله - إذا تصوَّرَهُ الإنسان فإنه يتَبَيَّنُ له شِدَّةُ ما يلاقي هؤلاء من العُقُوبة الشَّديدَة؛ نعوذ بالله من النار.
1 / 89