270

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

فالكونية هي التي بمَعنَى المَشيئة، والشرعية هي التي بمَعنَى المَحبَّة؛ فإذا كانت (يُريد) بمَعنَى (يَشاء) فهي إرادة كونية، وإذا كانت (يُريد) بمَعنَى (يُحِبُّ) فهي إرادة شرعية.
إِذَنِ: الفَرْق بينهما:
أوَّلًا: أن الإرادة الكونية يَلزَم منها وقوع المُراد؛ لأنها كونية، ولا أحَدَ يُعقِب حُكْم الله تعالى، والإرادة الشرعية لا يَلزَم منها وقوع المُراد.
ثانيًا: أن الإرادة الشرعية لا تَكون إلَّا فيما يُحِبُّه الله تعالى، والإرادة الكونية شامِلة لما يُحِبُّه الله تعالى وما لا يُحِبُّه الله تعالى، ومثال ذلك: لو قال لك قائِل: هل الله تعالى يُريد المَعاصيَ؟ فإن قُلتَ: (نعَمْ) أَخطَأْت، وإن قُلتَ: (لا) أَخطَأْت؛ والصواب أن نَقول: (بالإرادة الكونية: نَعَمْ يُريدها، ولم تَقَعِ المَعاصي إلَّا بإرادته)، و(بالإرادة الشَّرْعية: لا)؛ لأن الله تعالى يَكرَه المَعاصيَ، وبهذا التَّفصيلِ تَزول إشكالاتٌ كثيرة في المعاصِي: هل هي مُرادة لله تعالى أو غير مُرادة؟ نَقول: هي مُرادةٌ بالإرادة الكونية، غيرُ مُرادة بالإرادة الشرعية.
فإن قال قائِل: كيف يُريدها الله تعالى وهو لا يُحِبُّها؟
قلنا: نعَمْ هي مُرادة لغيرها، بمَعنَى: مَحبوبة لغيرها، أي: لِما تُؤدِّي إليه من المَصالِح العظيمة.
إذن: ليسَتْ مُرادةً بالإرادة الشرعية، وإنما هي مُرادة بالإرادة الكَوْنية؛ فإذا أَورَدَ علينا مُورِد: كيف يُريدها الله ﷿ وهو يَكرَهها؟
فالجَوابُ: أن نَقول: يُريدها وهو يَكرَهها؛ لكونها مُرادة لغَيْرها، فالله ﷿

1 / 274