Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
13

Tafsir Al-Uthaymeen: Az-Zumar

تفسير العثيمين: الزمر

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

التي يُلْزَم بها المُكَلَّف؛ فقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ [الإسراء: ٧٨] هذا شَرْعِيٌّ؛ وقوله تعالى: ﴿كُونُوا قِرَدَةً﴾ [البقرة: ٦٥] هذا كوني، وقوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا﴾ [المائدة: ٥٠] شرعي؛ وقوله: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الممتحنة: ١٠] شَرْعِي؛ وقوله: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف: ٨٠] كونِي. فقوله تعالى: ﴿الْحَكِيمِ﴾ سبق أنَّه من الإِحْكام ومن الحُكْم، فالإحْكامُ يعني الإتقان، والإتقانُ هو الحِكْمَة، وهي وَضْع الشَّيْء في مَوْضِعِه. قال العلماء: والحِكْمَة تكون في صُورَةِ الشَّيءِ وهيئَةِ الشَّيء وذاتِ الشَّيء وتكون في غايَتِه؛ فالحِكْمَة في نفس الشَّيْء: يعني أنَّ الشَّيءَ نَفْسَه مشتَمِلٌ على الحكمة، فإذا تأمَّلْتَ الشَّرائِعَ وجَدْتَ أنها مُشْتَمِلة على الحِكْمة، وإذا تأمَّلْتَ الغاية منها وجدْتَها أيضًا في غاية الحِكْمة، كذلك أيضًا إذا تأمَّلْت الصنائع التي صنعها الله ﷿ وهي الحكمة التي تكون في الكون وجَدْت أنها مُشْتَمِلَة على الحكمة، وإذا تأملت الغاية منها وجَدْتَها أنها حِكْمَة أيضًا. فالعبادات المقصودُ بها: إصلاحُ الخَلْق، وهي مَوْضوعَة على وَفْق الحِكْمة؛ الصلوات كونُها على هذه الهيئة هو الحِكْمة، الزَّكاة والحَجُّ وبقيَّة العبادات، الكون، السَّماء، الأرض، الشَّمس، القمر، كونُها على هذا النظام البديع فهذا حِكْمة، والغاية منها أيضًا حِكْمَة؛ قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ [ص: ٢٧]

1 / 17