Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
60

Tafsir al-Uthaymeen: Az-Zukhruf

تفسير العثيمين: الزخرف

प्रकाशक

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٦ هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

الآية (١٠) قال الله ﷿: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [لزخرف: ١٠]. قَال المُفسِّر ﵀: [طُرُقًا ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾]. قَولُهُ: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ﴾ هَذَا لَيسَ مِنْ كَلَامِ الَّذِين سَألوا النَّبيَّ ﷺ. وقَد انْتَهَى كَلامُهُم عنْدَ قَولِهِ: ﴿لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾، أمَّا ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾ فهَذَا مِنْ كَلَامِ اللهِ ﷿، ومَعْنَى ﴿جَعَلَ﴾ صَيَّر، ﴿لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا﴾ أَي: كالمَهْدِ، مُوطَّأَةً قَرَارًا يَطمَئِنُّ بِهَا الإنْسَانُ. وقَوْلُه: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا﴾ أَي: صيَّر لكُمْ فِيهَا سُبُلًا، أَي: طُرُقًا، هَذه الطُّرُقُ تَكُونُ بَينَ الشِّعابِ والجِبَالِ والوهَادِ، حتَّى إنَّه لتَأتِي الرِّياحُ الشَّديدَةُ وتَبْقَى هَذه الطُّرُقُ مَعْلُومةً، يُستدَلُّ عَلَى هَذه الطُّرُق بالجِبَالِ والشِّعَاب والنُّجُومِ، كما قَال اللهُ ﷿: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. وقَوْلُه: ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾: (لعَلَّ) هُنَا للتَّعلِيلِ، ومنَ المَعلُومِ أن (لعَلَّ) تَأتِي للتَّعليلِ -كما هُنَا- وتَأتِي للتَّرجِّي، وتَأتِي للتَّوقُّع، والَّذِي يُعيِّنُ المَعْنَى هُوَ سِيَاقُ الكلَامِ وقَرائِنُ الأَحْوَالِ. وقَوْلُه ﷿: ﴿تَهْتَدُونَ﴾ أَي: تَعلَمُونَ الطُّرُقَ، فالهِدَايَةُ هُنَا هِدَايَةُ الطُّرُق

1 / 64